أشلى الزّمان عليها كلّ حادثة |
|
وفرقة تظلم الدّنيا لنازحها (١) |
دار أجلّ الهوى عن أن ألمّ بها |
|
في الرّكب إلّا وعيني من منائحها |
وسيأتي ذكر السّيّد عقيل وأولاده في يشحر.
دمح
اعلم أنّ في جنوب الغرف فضاء واسعا تشرع ـ كما سبق ـ فيه الطّريق إلى سواحل حضرموت والمسيله في شرقيّ الغرف ، وذلك الفضاء يمتدّ في جنوبها أيضا. وفي ذلك الفضاء كثير من القرى والمزارع والصّحاري ، ولا ينتهي إلّا بالعقبة المسماة ب : عقبة الغزّ على ما نفصّله.
وأوّل ما يكون من ذلك الفضاء يقال له : دمح.
وفي جنوبه جبل شاهق ، يمتدّ إلى ما شاء الله في جهة الجنوب ، وأمّا من جهة الشّرق .. فإنّه ينقطع حيث ينبسط ذلك الفضاء.
وقد وقع في «الأصل» أنّ هذا الجبل بقرب من السّويريّ ، وليس كذلك حسبما أخبرني من أثق به من أهل تلك الجهة أكثر من ثقتي بمن أخبرني بما انبنى عليه كلامي في «الأصل» ، ومهما يكن من الأمر .. فلم ينخرم التّدليل به على وجود أهل الرّسّ ببلاد حضرموت ؛ لأنّ الغرف والسّويريّ متقاربتان ، وعن تقاربهما نشأ غلط من أخبرني أوّلا وقد نقل الميدانيّ عن ابن الكلبيّ : (أنّ لأهل الرّسّ نبيّا يقال له : حنظلة بن صفوان ، وكان بأرضهم جبل يقال له : دمخ ، مصعده في السّماء ميل) اه (٢)
ولئن كان ذاك بالخاء المعجمة وهذا بالمهملة .. فإنّ الأمر قريب جدّا والتصحيف في مثله كثير ؛ كما صحّفوا (سر) عن (رس).
__________________
(١) البيتان من البسيط ، وهما لأبي تمّام في «ديوانه» (١ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣). أشلى : أغرى. النّازح : الّذي ترك دياره ، وبعد عنها.
(٢) «مجمع الأمثال» (١ / ٤٢٩).