المطبوع : أحمد بن عبد الله السّقّاف ، والكاتب الشّهير السّيد محمّد بن هاشم بن طاهر ، وغيرهم.
وترك أولادا ؛ منهم ـ وهو أكبرهم ـ : عيسى ، له نكات ونوادر ، يسكن الآن بصنعاء. ومنهم : عليّ ، شابّ فاضل ، كريم الأخلاق ، كان كاتم سرّ سيف الإسلام الحسين بن أمير المؤمنين ، وكان بمعيّته في سفره إلى أوربّة ثمّ إلى الحجاز ، توفّي بصنعاء في سنة (١٣٦٣ ه).
ومن أولاد السيد عقيل : السّيّد عمر بن عقيل ، كان فقيها حكيما ، ذا رأي أصيل ، وسعي جميل ، وخلق حسن ، توفّي بالمسيله بإثر حمّى خفيفة جدّا (١) في محرّم سنة (١٣٣٩ ه) ، وشهد دفنه أخوه العلّامة محمّد ؛ لأنّه وصل حضرموت في أواخر سنة (١٣٣٨ ه) ، ولم تطل إقامته بعد وفاة أخيه بل عاد إلى مقرّ تجارته.
ولا بأس إذ جرى ذكر الشّيخ فرج يسر من الإشارة إلى سبب ثروته وزوالها ؛ لأنّ خبر ذلك طريف جدّا ، فقد كان راكبا في أحد المراكب الشّراعيّة ، وكان في خلقه حدّة وشراسة ، وكان ربّان المركب يحبّ أن يغضبه ويتنادر عليه ، فرسى بهم المركب في سيلان (٢) وله بها معارف ، ومن عادتهم أن لا يقلعوا إلّا بعد شحن البضائع منها وهي تستغرق أيّاما ، فكانوا يخرجون للنّزهة صباح كلّ يوم إلى مرسى كلمبو (٣) ، وهناك يحضر الدّلّالون بالأشياء التّافهة لبيعها بالمزاد ، فتواطأ الرّبان مع الحاضرين أن يوقعوا فرج يسر في الشّبكة ، فكان المعروض في ذلك اليوم صندوقان خشبيّان أكل الدّهر عليهما وشرب ، واعترقت الأرضة ظواهرهما حتّى لم يبق منهما إلّا الرّسوم ، إلّا أنّهما
__________________
(١) وقد خلف السيد عمر في فضله وعلمه ابنه العلامة الفقيه الأديب السيد إبراهيم بن عمر المولود بالمسيله سنة (١٣٢٧ ه) تقريبا. وقد كان السيد إبراهيم من أعيان علماء اليمن ، وتولى نظارة المعارف في صنعاء وتعز أيام الإمام أحمد. وهو من خريجي الرباط وجمعية الأخوة بتريم ، ودرس على شيوخ عصره ، وله منظومة عذبة حوت أسماء شيوخه سمّاها : «مشرع المدد القوي نظم السند العلوي». ثم تولى منصب إفتاء لواء تعز إلى أن توفي سنة (١٤١٥ ه). له ترجمة مختصرة في : «لوامع النور».
(٢) جزيرة سيلان الشهيرة المعروفة الآن باسم : (سيرلانكا).
(٣) وهي العاصمة.