وفي حوادث سنة (٩١٥ ه) من «تاريخ شنبل» [ص ٢٣٧ ـ ٢٤٨] : أنّ عبد الودود بن سدّة صال على بيحان ، فأفسد ضمرا (١) فيها ، ثمّ لاقاه آل بيحان مع رجوعه عن واديهم ، فقتلوا من عسكره أكثر من عشرين ، وأخذوا عليه عبيدا وعتادا وأسلحة.
ومنه : في أخبار سنة (٩١٧ ه) [ص ٢٥٣] : توفّي السّلطان العادل عبد الودود بن سدّة.
وينهر إلى ميفعة كلّ من جبال عمقين (٢) ووادي هدى ووادي سلمون ، وكان بينها وبين وادي حبّان جبل يمنع من وصول مائه إليها ، ولكنّ أحد الملوك السابقين فتح فيه نفقا يخترقه ، فصار ماء حبّان يفيض فيه إلى ميفعة. كذا أخبرني بعضهم عن مشاهدة ، وإنّها لأمارة ملك ضخم وسلطان عظيم.
وما بين عطف ميفعة المسمّى عطف بالرشيد وميفعة .. آثار مدينة قديمة يقال لها : الهجر (٣) ، كان يقال : إنّها ثاني بلاد ذلك الصّقع بعد مدينة شبوة ، ولا تزال آثارها ماثلة وأساطينها قائمة ، وعليها كتابات كثيرة بالمسند ، وحجاراتها منجورة ،
__________________
قرشيّون أمويّون ، ومنهم آل عبد الواحد سلاطين الظّاهر. اه ومع أنّ آل عبد الواحد ليسوا سلاطين الظاهر .. فالقول بنسبتهم إلى بني أميّة وهم من الأوهام. وقد جاءت جيوش المنصور العبّاسيّ مع معن بن زائدة فما تركت من متردّم ، فكيف يصحّ أن تترك أحدا من بني أميّة حتّى يملك ويتسلطن ، وهم قد قتلوا من أهل حضرموت في وقعة واحدة خمسة عشر ألفا لأنّهم خوارج ، فكيف لو كان أحد منهم مع ذلك من بني أميّة أعدائهم الألدّاء؟! ... إلخ وهو كلام محرّر نفيس.
(١) الضّمر ـ بضمتين ، جمع ضمير ـ وهو : السّدّ الصّغير الّذي يبنيه المزارع ليستفيد من مياه السّيول والأمطار.
(٢) وادي عمقين : بفتح العين والميم ، وقد أطنب في وصفه صاحب «الشامل» (ص ٤٧) بما لا مزيد عليه .. فلينظر هناك.
(٣) يوجد بحضرموت ثلاثة مواضع تسمّى (الهجر) .. وردت في كتاب «تاريخ اليمن القديم» وهي : (هجر الناب) بوادي مرخة ، وفيه آثار قديمة ، لعلّها تعود إلى عهد مملكة أوسان. و (هجر كحلان) وهذا بمنطقة بيحان ، وهو موقع مدينة تمنع ، عاصمة الدّولة القتبانيّة الّتي يعود عهدها إلى القرن العاشر أو الحادي عشر قبل الميلاد. و (هجر بن حميد) وهو العاصمة الجديدة لمملكة قتبان بعد خراب تمنع ، وهذان الهجران الأخيران لعلهما الأقرب إلى مراد المصنّف رحمه الله.