ثمّ عرفت أنّهم كانوا حلولا في سكدان ، وبذلك ينطق شعر السّيّد عليّ بن حسن العطّاس ، ولهم اتّصال بدوعن في أيّام الشّيخ سعيد بن عيسى العموديّ ، ثمّ تزوّج فيهم الشّيخ محمّد بن سالم باوزير ، فكانوا أخوال ولده عمر المذكور ، ولمّا ظهر .. بنى بالغيل وطرد عنه أخواله ، فذهبوا إلى دوعن.
ساه (١)
هي في جنوب غيل عمر ، عن يسار الذّاهب إلى عقبة الغزّ ، وهي بلدة لا بأس بها ، في حدود آل جابر ، بل هي عاصمة بلادهم ، ولكن لمّا كثرت بينهم المظالم ، ولم ينتصف أحد من الآخر .. جاؤوا في حدود سنة (١٣٣٦ ه) إلى سيئون يطلبون من أمرائها أن يحتلّوها ، فرأوا أن لا طاقة لهم بحفظها ، فذهبوا إلى شبام وطلبوا من السّيّد حسين بن حامد أن يحتلّها ، فبسط الرّأي للدّولة الكثيريّة ، فيقال : إنّهم أذنوا له ، وعنّ لهم بعد أمّة من الزّمان أن يطالبوا بحقوقهم فيها ، وبعد الأخذ والرّدّ .. اتّعدوا على الاجتماع بدار الرّئيس المكرّم طالب بن جعفر بالعقدة ، قال لي السّلطان عبد الله بن محسن : (فحضرت أنا وابن عمّي عليّ بن منصور ، وبعد شيء من المحاورة .. أخرج نائب القعيطيّ ـ وهو عليّ بن صلاح ـ كتابا من والدي ومن عمّي منصور للسّيّد حسين بن حامد بالإذن في احتلالها ، فانقطعت حجّتنا).
ـ ومن وراء ساه جنوبا إلى جهة الغرب : صيقة آل عامر ، وهي عن يمين الذّاهب إلى عقبة الغزّ ، فيها جماعة من آل جابر منهم : صالح عيضه ، كانت لهم ثروة ، ثمّ
__________________
(١) ساه : هي مدينة في أعلى هضاب وادي عدم ، تقع على يسار الذاهب إلى عقبة الغز ، وعلى بعد (٧٥ كم) من سيئون.
وتتكون مدينة ساه من جزأين : الصيقة ، والبلاد ؛ لأنه يشطرها مجرى ماء ـ ساقية ـ إلى شطرين يصل بينهما جسر حديث ، وتبلغ مساحتها : (١٥٠ كم) طولا ، و (٧٥ كم) عرضا ، وبها مخزون نفطي ، ويجري من ساه جدول مائي ينتهي بغيل عمر بطول (٢٥ كم) ، ويوجد في ساه مياه وفيرة ، ويبلغ عدد الآبار بها (١٦٣) بئرا سطحية ، وبئر جوفية واحدة فقط. كما أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى وجود مليون نخلة بمنطقة ساه. «المقحفي» (١ / ٧٦٤).