على ابنه الفاضل أحمد بن حسين ، وكان غزير المروءة ، كثير الصّمت ، جمّ الوقار ، وهو الّذي جرى بينه وبين آل تريم ما أشرنا إليه في تاربه (١).
وثبي من الأودية المباركة ، يتيامن به النّاس ، متى صلحت ثماره وأمرع (٢) .. عمّ الخصب في وادي حضرموت ، حتّى لقد كان الحبيب حسين بن عمر بن عبد الرّحمن العطّاس يقول : إنّا لنعرف خصب وادي ثبي بدرور البركات في زروع وادي عمد ونخيله.
وسكّان ثبي من السّادة آل العيدروس ، ومن السّادة آل الحبشيّ ، ومنهم : العالم الصّالح ، الفاضل العابد المتواضع : عبد الله بن علويّ الحبشيّ (٣) ، المتوفّى سنة (١٣٤٣ ه) عن جملة أولاد ؛ منهم : العالم الصّوفيّ النّاسك ، الحافظ لكتاب الله : حسين ، نفع الله به (٤).
وسكّانها ناس من آل الرّاقي آل بافضل ؛ منهم : الرّجل الصّالح أبو بكر بن سالم بن بو بكر الرّاقي (٥) المتوفّى سنة (١٣١٣ ه) ، وصاحبنا الشّيخ عوض بن محمّد المتوفّى سنة (١٣٦٠ ه) (٦).
وناس من الزّبيديّين ؛ منهم : صافي وعيسى وأبو بكر بنو أحمد الزّبيديّ ، لهم ضيافة ومكارم أخلاق ، وقد أوصى الأوّل ـ وهو صافي ـ بثلث ماله في سبيل
__________________
(١) جاء في هامش المخطوط : (توفي السيد أحمد بن حسين في غرّة شوال من عامنا بعد الفراغ من هذا «١٣٦٧ ه»).
(٢) أمرع : أعشب.
(٣) ولد بتريم سنة (١٢٧٣ ه) ، وكان عالما ورعا ، تولى التدريس والدعوة ، أخذ عن بعض علماء تريم وشبام ، وسار إلى جاوة ـ فليمبانغ ـ وعدن ، وعاد إلى حضرموت سنة (١٢٩٩ ه) ، وتوفي بها سنة (١٣٤٣ ه).
(٤) جاء في هامش المخطوط : (توفّي السّيّد حسين بن عبد الله هذا آخر العام هذا بعد الفراغ من هذا الكتاب «١٣٦٧ ه»).
(٥) كان في سن السيد علوي بن زين الحبشي ، ودرسا سوية ، حتى إنهما كانا يترافقان في الذهاب إلى المسيلة للقراءة على الإمام عبد الله بن حسين بن طاهر .. «الصلة» (٢٩٦).
(٦) وهو : عوض بن محمد بن أبي بكر ، الجد الجامع لآل الراقي الذين بثبي ، وهو الشيخ أبو بكر بن أحمد بن محمد بن فضل الراقي.