.. طرب له واستجاده ، وكرّره واستعاده. توفّي بتريم سنة (١٣٢٨ ه) عن جملة أولاد ، أنجبهم : حسين ، وعبد الرّحمن (١) ، وأبو بكر (٢).
وقد كان ابن عمّهم حسن بن عبد الله بن عبد الرّحمن الكاف (٣) معدودا في علماء تريم وأدبائها ، له عاطفة جميلة ، وشعر عذب ، تهزّ الأريحيّة عوده ، ويستمطر الكلام العذب جوده.
ومن خير ما فيه .. عطفه على العلم وأهله ، واستصغاره نفسه بجنب من لا يوزن به منهم ؛ إذ كان وافر الحظّ من الإنصاف ، وقد خسر العلم بتريم وغيرها خسارة كبرى بموته في سنة (١٣٤٦ ه).
ومن متأخّري علماء تريم وأدبائها : السّيّد أحمد بن عمر بن عوض الشّاطريّ (٤) ، المتوفّى بها سنة (١٣٦٠ ه) ، كان شهما ذكيا نبيها ، له فهم وقّاد وفكر نقّاد ورثهما عن جدّه لأمّه شيخنا العلّامة ابن شهاب ، وكان متفنّنا متواضعا ، مستقيم السّيرة ، طيّب السّريرة ، كثير البحث ، جمّ التّحقيق ، غزير الاطّلاع.
ولا بأس بإيراد قضيّة يشفع لخروجها عن سمت المقصود دلالتها على حالة البلاد في المباحث العلميّة :
__________________
(١) ولد عبد الرحمن بن شيخ في سنغافورة سنة (١٣٠٤ ه) ، وقدم إلى تريم سنة (١٣١٠ ه) بصحبة والديه ، ودرس في (معلامة باغريب) ثم أخذ يطلب العلم على شيوخ تريم فقرأ على عدد من الشيوخ ، ثم سافر سنة (١٣٢٥ ه) لإدارة أعمال والده ، توفي في حدود سنة (١٣٧٠ ه).
(٢) ولد بسنغافورة سنة (١٣٠٥ ه) ، وهو أجل رجال آل شيخ الكاف بجهوده الإصلاحية الجبارة في حضرموت ، ترجم له ضياء شهاب في «تعليقاته» (٢ / ٤١٦ ـ ٤١٨).
(٣) ولد السيد الحسن بتريم سنة (١٢٩٧ ه) ، ونشأ يتيما في حجر أخويه الحسين وعبد الرحمن ، وعمه شيخ ، ونشأ على حب العلم والعلماء ، وشغف بالأدب والشعر ، وحفظ كثيرا من المتون. له مصنفات مفيدة.
(٤) ولد السيد أحمد بن عمر بتريم سنة (١٣١٢ ه) ، نشأ بها وطلب العلم وجد في الطلب ، وكان أخذه عن شيخ عصره العلامة عبد الله بن عمر الشاطري الذي أبنه عند موته بقوله في حقه : إنه شاب لا صبوة له. درّس بمدرسة جمعية الحق ، وأسس في عام (١٣٣٧ ه) «جمعية نشر الفضائل» ، وكانت له آراؤه الإصلاحية ، وله آثار علمية.