له عن ولاية عينات ، وأباح له أمواله بحضرموت ، وكان يرسل له فوق ذلك بما يكفيه ، لكلف المنصبة (١).
وكانت له أراض واسعة من عينات إلى العرّ ترعى بها مواشيه ونعمه ، وكان يشرك السّادة آل الشّيخ أبي بكر فيما يصل إليه من الفتوح.
وبإثر انصراف الزّيديّة عن حضرموت .. أراده النّاس على الرّجوع إليها ، فلم يرض (٢).
وبعضهم يزعم أنّ الشّيخ عمر بامخرمة لحظه بطرف الغيب ، إذ يقول :
سلّم الأمر يا سالم وخلّ الحراره |
|
خلّ ذا الكون يا بن احمد على الله مداره |
عاد ربّ السّما يعطف علينا بغاره |
|
يوم قالوا لنا الزّيدي تولّى (شهاره) |
لأنّ شهارة حافّة معروفة بسيئون ، والأمر محتمل ؛ فإنّ للشّيخ عمر فراسات كثيرة صادقة ، ولكنّ شهارة من ثغور اليمن في غربيّ صنعاء استولى عليها إمام الزّيديّة في أيّام الشّيخ عمر بامخرمة (٣). توفّي الحبيب سالم بن أحمد بالغيضة سنة (١٠٧٧ ه) (٤).
وبإثر موته أحضر ولده عليّ سائر إخوانه وكتب للغائبين منهم ، وقال لهم : إنّني لا أقدر على القيام بأعباء المنصبة إلّا بأموال والدي ، وقد صارت لكم ، فخذوها وأقيموا من تحبّون. فقالوا له : بل أبحناها لك كما كان أباحها لك أبونا ، ولا تزد عمّا كنت تنفقه علينا في أيّامه.
وقد أدرك الحبيب عليّ بن سالم عاما من حياة جدّ أبيه الحسين ، وفي أيّامه عاد الظّاهر وجبل يافع لأهله بواسطة السّلطان معوضة بن سيف بن عفيف والسّلطان صالح بن أحمد بن هرهرة فدرّت الأموال عليه ، وقال لإخوانه : اقتسموا ما تركه
__________________
(١) أي : مؤنتها.
(٢) أخبار الحبيب سالم هذه من كتاب «بستان العجائب» (٤ ـ ١٤) (خ).
(٣) شهارة اليمن مدينة شهيرة في بلاد الأهنوم تقع شماليّ حجّة ، دخلها الأتراك سنة (٩٩٥ ه).
(٤) وجاء في «الفرائد الجوهرية» أن وفاته سنة (١٠٨٧ ه) ، وما ذكره المؤلف نقلا عن «بستان العجائب» ، والله أعلم بالصواب.