أنبأناه أبو علي الحدّاد ، ثم حدّثني به أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد ، نا عمرو بن إسحاق ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني أبي ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح ، عن مالك بن يخامر ، عن ابن السّعدي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل».
فقال عبد الرّحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن عمرو بن العاص إن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تنقطع الهجرة ما قبلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت من المغرب ختم على كلّ قلب بما فيه ، وكفي الناس العمل» [٦٥٤٥]
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، أنبأ عبد الله بن محمّد بن زياد ، أنا العباس بن الوليد ، أخبرني ابن شعيب ، أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن السّعدي ـ وكان من بني مالك بن حسل (١) ـ أنه كان يحدّث قال : قدمت على عمر بن الخطاب فأرسل إليّ بألف دينار ، فرددتها فقال : لم رددتها؟ قلت : أنا عنها غنيّ ، وستجد من هو أحوج إليها منّي ، فقال : خذها ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعطاني عطاء فقلت : يا رسول الله أنا عنه غني ، وستجد من هو أحوج إليه منّي فقال لي : «خذه ، هذا رزق الله ، إذا ساق الله إليك رزقا لم تسأله ، ولم تشره إليه (٢) نفسك ، فهو رزق الله ساقه إليك ، فخذه» [٦٥٤٦].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، نا إسحاق بن عيسى بن (٣) الطباع ، نا شريك ، عن جامع بن أبي راشد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : كان رجل من أهل الشام في الشام مرضيا فيهم ، فقال له عمر : على ما يحبّك أهل الشام؟ قال : أغازيهم فأواسيهم. قال : فعرض عليه عمر عشرة آلاف وقال : خذها واستعن بها في غزوتك قال : إني عنها غنيّ فقال عمر : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عرض عليّ مالا دون الذي عرضت عليك ، فقلت مثل الذي قلت لي ، فقال لي : «يا عمر ، إذا أتاك الله مالا
__________________
(١) عن ل وبالأصل : «حنبل» راجع ما مرّ في بداية ترجمته.
(٢) في ل : إليك.
(٣) ليست «بن» في المطبوعة.