وأما أنهارها فإنّ لهم نهرا يعرف بمهران ، وبلغنى أن مخرجه من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون ، فيظهر مهران بناحية الملتان فيجرى على حد بسمد والرور ، ثم على المنصورة حتى يقع فى البحر شرقىّ الديبل ، وهو نهر كبير عذب جدا ، ويقال إن فيه تماسيح مثل ما فى النيل ، وأنه مثل النيل فى الكبر وجريه مثل جريه ، يرتفع على وجه الأرض ثم ينضب ، فيزرع عليها مثل ما ذكرناه فى أرض مصر. والسندروذ من الملتان على نحو من ثلاث مراحل وهو نهر كبير عذب ، بلغنى أنه يفرغ إلى مهران ؛ وأما مكران فإن الغالب عليها البوادى والمباخس ، وهى قليلة الأنهار جدا ؛ ولهم ما بين المنصورة ومكران مياه من نهر (١) مهران كالبطائح ، عليها طائفة من السند يعرفون بالزطّ ؛ فمن قارب منهم هذا الماء فهم فى أخصاص ، وطعامهم السمك ، وطير الماء فى جملة ما يتغذّون به ، ومن بعد منهم فى البرارى فهم مثل الأكراد.
قد انتهينا فى حدّ المشرق إلى آخر حدود الإسلام ، ونرجع إلى حدّ الروم غربا ، فنصف أقاليمها إلى آخر الإسلام فى حدّ المشرق ، فالذى نبتدئ به أرمينية والران وأذربيجان ، وقد جعلناها إقليما واحدا.
__________________
(١) زيادة عن ا.