أرمينية والرّان وأذربيجان
فأما أرمينية والران وأذربيجان فإن جمعناها فى صورة واحدة ، وجعلناها إقليما واحدا (١) ، والذي يحيط بها مما يلى المشرق الجبال والديلم (٢) وغربى (٣) بحر الخزر ، والذي يحيط بها مما يلى المغرب حدود الأرمن واللان وشىء من حد الجزيرة ، والذي يحيط بها مما يلى الشمال اللّان وجبال القبق ، والذي يحيط بها مما يلى الجنوب حدود العراق وشىء من حدود الجزيرة.
فأما أذربيجان فإن أكبر مدينة بها أردبيل ، وبها المعسكر ودار الإمارة ، وهى مدينة تكون نحو (٤) ثلثى فرسخ فى مثلها ، وعليها سور فيه ثلاثة (٥) أبواب ، وبناؤها وبناؤها الغالب عليه الطين ، وهى مدينة خصبة وأسعارها رخيصة ، ولها (٦) رساتيق وكور ، وبها جبل نحو فرسخين يسمى سبلان عظيم مرتفع ، لا يفارقه الثلج شتاء ولا صيفا ، ولا يكون به عمارة ؛ وتلى أردبيل فى الكبر المراغة (٧) ، وكانت فى قديم الأيام المعسكر ودار الإمارة ، والمراغة نزهة جدا ، خصبة كثيرة البساتين والرساتيق والزروع ، وكان عليها سور خرّبه ابن أبى الساج ؛ ثم تلى المراغة فى الكبر أرمية ، وهى مدينة نزهة خصبة (٨) كثيرة الخير رخيصة الأسعار ، على شط بحيرة الشّراة ؛ وأما الميانج والخونج وأجن ودخرّاقان (٩) وخوىّ وسلماس ومرند وتبريز وبرزند وورثان وموقان وجابروان وأشنه (١٠) ، فإنها مدن صغار متقاربة فى الكبر ، وأما جابروان وتبريز وأشنه الأذريّه فإن هذه الثلاث مدن وما تحتفّ به تعرف بالرّدينىّ ؛ وأما برذعة فإنها مدينة كبيرة جدا ، تكون أكبر من فرسخ فى فرسخ ، وهى نزهة خصبة كثيرة الزرع والثمار جدا ، وليس فيما بين العراق وخراسان بعد الرىّ واصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أخصب ولا أحسن موضعا ومرافق من برذعة ، ومنها على أقل من فرسخ موضع يسمى الأندراب ، ما بين كرنة ولصوب ويقطان
__________________
(١) يسمي المقدسى هذا الجزء إقليم الرحاب.
(٢) فى ا : والديلم والطيلسان والتتر والجبل وموقان وشرقى بحر الخزر.
(٣) فى ا ، ب ، ج : شرقى. وهو خطأ نسّاخ.
(٤) زيادة عن ا.
(٥) فى ا : أربعة أبواب ويقول ابن حوقل ص ٢٣٧ إن هذا السور هدم ولذلك لم يتعرض لذكر الأبواب.
(٦) فى م : بها والتصويب عن ا.
(٧) يجعلها المقدسى فى أحسن التقاسيم ص ٣٧٤ فى أرمينية على أن لوسترينج يؤيد الاصطخرى فى ذكرها من أذربيجان.
(٨) زيادة عن ا.
(٩) يكتبها الفارسيون دى خوارقان ـ راجع لوستيرينج بلاد الخلافة الشرقية ص ١٦٤.
(١٠) هكذا فى جميع المخطوطات وصحتها أشنوة.