وهى خصبة جدا. وأما القرنين فإنها مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق ، وهى على مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست ، على فرسخين من سروزن ، منها الصفّارون الذين تغلبوا على فارس وكرمان وخراسان وسجستان ، وكانوا أربعة أخوة ـ يعقوب وعمرو وطاهر وعلى بنو الليث ، فأما طاهر فإنه قتل بباب بست ، وأما يعقوب فإنه مات بجنديسابور بعد رجوعه من بغداد وقبره هناك ، وأما عمرو بن الليث فإنه قتل ببغداد وقبره هناك ، وأما على بن الليث فكان استأمن إلى رافع بجرجان ، ومات بدهستان وقبره هناك ، ويعقوب كان أكبرهم (١) وكان غلاما لبعض الصفّارين ، وأما عمرو فإنه كان مكاريا ، وبلغنى أنه كان فى بعض أيامه بنّاء ، وكان على بن الليث أصغرهم سنا ، وكان السبب فى خروجهم وارتفاع أمرهم أن خالا لهم يسمى كثير بن رقّاق ، كان قد تجمّع إليه جمع فى وجوه الخوارج ، فحوصر فى قلعة تسمى قفيل ، وتخلّص هؤلاء ووقعوا إلى أرض بست ، وكان بتلك الناحية رجل عنده جمع كثير ، يظهرون الحسبة فى الغزو وقتال الخوارج يسمى درهم بن نصر ، فصار هؤلاء الأخوة فى جملة أصحابه فقصدوا سجستان ، والوالى بها إبراهيم بن الحسين من قبل الطاهرية وكان فى ضعف ، فنزل على باب المدينة ، وكان درهم بن نصر هذا يظهر أنه من المطّوعة ، وأنه قاصد لقتال الشراة محتسبا ، فاستمال العامة حتى مالوا إليه ، ودخل المدينة وخرج منها واليها إلى بعض النواحى فتمكّنوا من البلد ، وقاتلوا الشراة ، وكان للشراة رئيس يعرف بعمّار بن ياسر ، فانتدب لقتاله يعقوب ، فقاتله وقتل عمارا ، وكان لا يحزبهم أمر شديد إلا انتدب له يعقوب ، فكان يرتفع ذلك الأمر له على ما يحبه ، فاستمال أصحاب درهم بن نصر إليه (٢) حتى قلّدوه الرياسة ، وصار الأمر له ، وكان درهم بن نصر بعد ذلك من جملة أصحابه ، وما زال محسنا إلى درهم بن نصر حتى استأذنه فى الحج ، وأقام ببغداد مدة ثم رجع رسولا من أمير المؤمنين إليهم فقتله. واستفحل أمرهم بعد ذلك حتى استولوا على سجستان (٣) وما يتصل بها من أطراف السند والهند ، ومهدّوا تلك الثغور ، وأسلم على يدى يعقوب خلق منهم ، ثم استولى بعد ذلك على كرمان وفارس وخوزستان وبعض العراق وعلى خراسان (٤).
وأما الطاق فإنها مدينة على مرحلة من زرنج ، تكون على ظهر الجائى من سجستان إلى خراسان ، وهى مدينة صغيرة ولها رستاق (٥) ، وبها أعناب كثيرة يتسع بها أهل سجستان وخواش هى من قرنين على مرحلة عن يسار الذاهب إلى بست ، وبينها وبين الطريق نحو نصف فرسخ ، وهى أكبر من قرنين ، وبها نخيل وأشجار ، وبها وبالقرنين مياه جارية وقنى ، وأما فره فإنها مدينة أكبر من هذه المدن ، ولها رستاق يشتمل على نحو من ستين قرية ، وبها نخيل وفواكه وزروع ، وعليها نهر فره وأبنيتها (٦) طين ، وهى فى أرض سهلة. وجزه متصلة
__________________
(١) العبارة فى ا : وأما يعقوب فكان أكبرهم سنا
(٢) زيادة عن ا
(٣) هذه العبارة فى ا : ... استولوا على فارس وكرمان وخراسان وخوزستان وبعض العراق. وهذا النص متفق مع ابن حوقل ص ٣٠٣ بعد إسقاط كلمة خراسان.
(٣) هذه العبارة فى ا : ... استولوا على فارس وكرمان وخراسان وخوزستان وبعض العراق. وهذا النص متفق مع ابن حوقل ص ٣٠٣ بعد إسقاط كلمة خراسان.
(٤) فى ا : رساتيق
(٥) من هذه الكلمة إلى فره فى الصفحة التالية ساقط من ا