خيبر حصن ذات نخيل كثيرة وزروع ، وينبع حصن بها نخيل وماء وزروع ، وبها وقوف لعلي بن أبى طالب عليهالسلام يتولاها أولاده ؛ والعيص حصن صغير بين ينبع والمروة ، والعشيرة حصن صغير بين ينبع والمروة ، تفضّل تمورها على سائر تمور الحجاز ، إلا الصّيحانى بخيبر والبردى والعجوة بالمدينة ، وبقرب ينبع جبل رضوى ، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية ، ورأيته من ينبع أخضر ، وأخبرنى من طاف فى شعابه أن به مياها كثيرة وأشجارا ، وهو الجبل الذي زعم طائفة يعرفون بالكيسانية ، أن محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب حى مقيم به ، ومن رضوى يحمل حجر المسنّ إلى سائر الآفاق ، وبقربه فيما بينه وبين ديار جهينة وبلىّ وساحل البحر ديار للحسنيّين ، حزرت بيوت الشعر التى يسكنونها نحوا من سبعمائة بيت وهم بادية مثل الأعراب ، ينتقلون فى المراعى والمياه انتقال الأعراب ، لا تميّز بينهم فى خلق ولا خلق ، وتتصل ديارهم مما يلى المشرق بودّان ؛ وودّان هذه من الجحفة على مرحلة ، وبينها وبين الأبواء ـ التى هى على طريق الحاج فى غربيّها ـ ستة أميال ، وبها كان فى أيام مقامى بها رئيس الجعفريين ، أعنى أولاد جعفر بن أبى طالب ، ولهم بالفرع والسّائرة ضياع كثيرة وعشيرة وأتباع ، وبينهم وبين الحسنيّين حروب ودماء ، حتى استولت طائفة من اليمن يعرفون ببنى حرب على ضياعهم ، فصاروا حزبا لهم فضعفوا ؛ وتيماء حصن أعمر من تبوك وهى فى شمالى تبوك ، وبها نخيل وهى ممتار البادية ، وبينها وبين أول الشام ثلاثة أيام ، ولا أعلم فيما بين العراق واليمن والشام مكانا إلا وهو فى ديار طائفة من العرب ، ينتجعونه فى مراعيهم ومياههم ، إلا أن يكون بين اليمامة والبحرين وبين عمان من وراء عبد القيس برية خالية من الآبار والسكان والمراعى ، قفرة لا تسلك ولا تسكن ، فأما ما بين القادسية إلى الشّقوق ـ فى الطول وفى العرض من قرب السّماوة إلى حدّ بادية البصرة ـ فسكانها قبائل من بنى أسد ، فإذا جزت الشقوق فأنت فى ديار طيّىء ، إلى أن تجاوز معدن النّقرة فى الطول وفى العرض من وراء جبلى طيّىء محاذيا لوادى القرى ، إلى أن تتّصل بحدود نجد من اليمامة والبحرين ، ثم إذا جزت المعدن عن يسار المدينة فأنت فى سليم ، وإذا جزته عن يمين المدينة فأنت فى جهينة ، وفيما بين مكة والمدينة بكر بن وائل فى قبائل من مضر من الحسنيّين والجعفريين وقبائل من مضر ، وأما نواحى مكة فإن الغالب على نواحيها مما يلى المشرق بنو هلال (١) وبنو سعد فى فبائل من هذيل ، وفى غربيّها مدلج وغيرها من قبائل مضر. وأما بادية البصرة فإنها أكثر هذه البوادى أحياء وقبائل ، وأكثرها تميم حتى يتصلوا بالبحرين واليمامة ، ثم من ورائهم عبد القيس ؛ وأما بادية الجزيرة فإن بها أحياء من ربيعة واليمن ، وأكثرهم كلب اليمن ، وفى قبيلة منهم يعرفون ببنى العليص خرج صاحب الشام ، الذي فلّ جيوش مصر وأوقع بأهل الشام ، حتى قصده المكتفى بنفسه إلى الرّقة فأخذه ؛ وبادية السماوة من دومة الجندل إلى عين التمر ، وبريّة خساف من بادية الجزيرة ، وبريّة خساف فيما بين الرقة وبالس عن يسار الذاهب إلى الشام ، وصفّين
__________________
(١) فى ب ، ج بنو هذيل.