ولا ضرع ولا حشيش ، وهى بقعة سوداء قد فرشت بحجارة كلها متقاربة فى الكبر ، يروى أنها الحجارة المسوّمة التى رمى بها قوم لوط ، وعلى عامة تلك الحجارة كالطابع ؛ ومعان مدينة صغيرة سكانها بنو أمية ومواليهم وهو حصن من الشّراة ، وحوران والبثنيّة هما رستاقان عظيمان من جند دمشق ، مزارعهما مباخس ، وهناك بصرى وعند البلقاء عمّان التى جاء فى الخبر فى ذكر الحوض أنه ما بين عمّان وبصرى ، وبغراس على طريق الثغور ، وبها دار ضيافة لزبيدة ، وليس بالشام دار ضيافة غيرها ، وبيروت (١) مدينة على شط بحر الروم ، خصبة (٢) من عمل دمشق ، بها كان مقام الأوزاعى.
وأما المسافات بالشام (٣) فإن طولها من ملطية إلى رفح : فمن ملطية إلى منبج ٤ أيام ، ومن منبج إلى حلب يومان ، ومن حلب إلى حمص ٥ أيام ، ومن حمص إلى دمشق ٥ أيام ، ومن دمشق إلى طبرية ٤ أيام ، ومن طبرية إلى الرملة ٣ أيام ، ومن الرملة إلى رفح يومان ، فذلك ٢٥ مرحلة ، وعرضها فى بعض المواضع أكثر من بعض ، فأعرضها طرفاها ، وأحد طرفيها من الفرات من جسر منبج على مبنج ثم على قورس فى حدّ قنّسرين ، ثم على العواصم فى حد أنطاكية ، ثم يقطع جبل اللكام إلى بيّاس ، ثم إلى التينات ثم على المثقّب ثم على المصّيصة ثم على أذنة ثم على طرسوس وذلك نحو ١٠ مراحل ، وإن سلكت من بالس فإلى حلب ، ثم إلى أنطاكية ثم إلى اسكندرونة ثم إلى بيّاس حتى تنتهى إلى طرسوس ، فالمسافة أيضا نحو ١٠ مراحل ، غير أن السمت المستقيم هو الطريق الأول. وأما الطرف الآخر فهو حدّ فلسطين ، فيأخذ من البحر من حدّ يافا حتى ينتهى إلى الرملة ، ثم إلى القدس ، ثم إلى أريحا (٤) ، ثم إلى زغر ثم إلى جبال الشراة ثم إلى الشراة إلى أن ينتهى إلى معان ومقدار هذا ٦ مراحل. فأما ما بين هذين الطرفين من الشام فهو مخصّر ، ولا يكاد يزيد عرض موضع من الأردنّ ودمشق وحمص على أكثر من ٣ أيام ، لأن من دمشق إلى اطرابلس على بحر الروم يومين غربا ، وإلى أقصى الغوطة حتى يتصل بالبادية شرقا يوما ، ومن حمص إلى انظر طوس على بحر الروم يومين غربا ، ومن حمص إلى سليمة على البادية شرقا يوما ، ومن طبرّية إلى صور على البحر غربا يوما ، ومنها إلى أن تجاوز فيق على حدّ ديار بنى فزارة شرقا يوما. فهذه مسافتا طول الشام وعرضه.
وأما المسافة فى أضعافه فإنا نبدأ بفلسطين وهى أول أجناد الشام مما يلى المغرب وقصبتها الرملة ، فمن الرملة إلى يافا نصف مرحلة ، ومن فلسطين إلى عسقلان مرحلة ، وإلى غزّة مرحلة ، ومن الرملة إلى بيت المقدس يوم ، ومن بيت المقدس إلى مسجد ابراهيم يوم ، ومن بيت المقدس إلى ريحا مرحلة ، ومن بيت المقدس إلى البلقاء يومان ، ومن الرملة إلى قيساريّة يوم ، ومن الرملة إلى نابلس يوم ، ومن ريحا إلى زغر يومان ، ومن زغر إلى جبال الشراة يوم ومن جبال الشراة
__________________
(١) فى ا بهروت.
(٢) فى ب ح حصينة.
(٣) فى ب ح دمشق.
(٤) سبق أن ذكرت فى ا ب ح ريحا وهنا تتفق المخطوطات الثلاث فى أنها أريحا بالهمزة ثم تذكر بعد ذلك فى جميعها بغير الهمزة.