أرض الجزيرة
وأما الجزيرة فإنّها ما بين دجلة والفرات ، وتشتمل على ديار ربيعة ومضر ، ومخرج ماء (١) الفرات من داخل بلد الروم من ملطية على يومين ، ويجرى بينها وبين سميساط ، ويمرّ على سميساط وجسر منبج وبالس إلى الرقّة وقرقيسيا والرحبة وهيت والأنبار وقد انقطع حدّ الفرات مما يلى الجزيرة ، ثم يعدل حدّ الجزيرة فى سمت الشمال إلى تكريت ، وهى على دجلة حتى ينتهى عليها إلى السنّ مما يلى الجزيرة والحديثة والموصل وجزيرة ابن عمر ، ثم يتجاوز آمد فينقطع حدّ دجلة على بعد من حدّ أرمينية ، ثم يمتد مغرّبا إلى سميساط ثم ينتهى إلى مخرج ماء الفرات فى حدّ الإسلام من حيث ابتدأنا. ومخرج ماء (٢) دجلة فوق آمد من حد بلد الأرمن (٣) ، وعلى شرقى دجلة وغربى الفرات مدن وقرى ، تنسب إلى الجزيرة ـ وإن كانت خارجة عنها ـ لقربها منها.
وأما مسافاتها : فمن مخرج ماء الفرات فى حد ملطية إلى سميساط يومان ، ومن سميساط إلى جسر منبج ٤ أيام ، ومن جسر منبج إلى بالس ٤ أيام ، ومن بالس إلى الرقة يومان ، ومن الرقة إلى الأنبار ٢٠ مرحلة ، ومن الأنبار إلى تكريت يومان ، ومن تكريت إلى الموصل ٦ أيام ، ومن الموصل إلى آمد ٤ أيام ، ومن آمد إلى سميساط ٣ أيام ، ومن سميساط إلى ملطية ٣ أيام ، ومن الموصل إلى بلد مرحلة ، ومن بلد إلى نصيبين ٣ مراحل ، ومن نصيبين إلى راس عين ٣ مراحل ، ومن راس عين إلى الرقة ٤ أيام ، ومن راس عين إلى حرّان (٤) ٣ أيام ، ومن حرّان إلى جسر منبج يومان ، ومن حرّان إلى الرّها يوم (٥) ، ومن الرها إلى سميساط يوم ، ومن حرّان إلى الرّقة ٣ أيام.
وأما صفة مدنها وبقاعها فإن أنزه بلد بالجزيرة وأكثرها خضرة بلد نصيبين ، وهى مدينة كبيرة فى مستوى من الأرض ، ومخرج (٦) مائها من شعب جبل يعرف ببالوسا ، وهو أنزه مكان بها ، حتى ينبسط فى بساتينها ومزارعها ، ولهم مع ذلك فيما بعد عن المدينة مباخس كثيرة ، وبها دير عظيمة وحواليها ديارات وصوامع للنصارى كثيرة ، وبها عقارب كبيرة قاتلة موصوفة ، وبالقرب من نصيبين جبل ماردين ، من الأرض إلى ذروته نحو من فرسخين ، وبه (٧) قلعة منيعة لا يستطاع فتحها عنوة ، وبه حيات موصوفة تفوق الحيّات بسرعة القتل ،
__________________
(١) زيادة مأخوذة من ا.
(٢) زيادة مأخوذة من ا.
(٣) فى ا الإسلام.
(٤) فى ا باجروان دون نقط تصحيف إلى حرّان.
(٥) فى ا يومان.
(٦) فى ا وله نهر مخرجها.
(٧) فى ا وبها.