إن مانى بها قتل وصلب ، ويقال إنه مات فى محبس بهرام (١) حتف أنفه ، فقطع رأسه وأظهر قتله (٢) ؛ وجنديسابور مدينة خصبة واسعة الخير ، وبها نخل وزروع كثيرة ومياه ، ونزلها يعقوب بن اللّيث الصفّار ، لخصبها واتصالها بالمير (٣) الكثيرة ، فمات بها ، وبها قبره ؛ ونهر تيرى تكون بها ثياب تشبه ثياب بغداد ، وتحمل إلى بغداد فتدلّس بالبغدادى وتقصر ببغداد ؛ وجبّى مدينة ورستاق عريض ، مشتبك العمارة من النخيل وقصب السكر ، ومنها أبو على الجبائى إمام المعتزلة فى عصره ، وتتصل زاوية من خوزستان بالبحر فيكون له خور ، يخاف على سفن البحر إذا انتهت إليه فإنها تغوص (٤) ، وتجتمع مياه خوزستان بحصن مهدى فتتصل بالبحر ، ويعرض هناك حتى ينتهى فى طرفه المدّ والجزر ، ويتّسع حتى كأنه من البحر. وتتخذ بالطّيب تكك تشبه الأرمنى ، قلّ ما تتخذ فى مكان من الإسلام بعد أرمينية أحسن منها فيما علمته (٥) ؛ واللّور بلد خصب الغالب عليه هواء الجبل ، وكان من خوزستان إلا أنّه أفرد فى أعمال الجبال ؛ وأما سنبيل فإنّها كورة متاخمة لفارس ، وقد كانت مضمومة إلى فارس من أيام محمد بن واصل إلى آخر أيام السّجزيّة ، ثم حوّلت إلى خوزستان ، والزطّ والخابران هما كورتان عامرتان على نهرين جاريين ، والبنيان متاخمة للسّردان من أرض فارس ولأصبهان ، وهواؤها هواء الصرود ، وليس بخوزستان رستاق يقارب الصرود غير البنيان ؛ وأما آسك فإنها قرية ليس فيها منبر ، وحواليها نخيل كثير ، وبها كانت وقعة الأزارقة ، التى يقال إن أربعين من الشراة قتلوا نحوا من ألفى رجل تبعتهم من أهل البصرة ، وبها (٦) الدوشاب (٧) الأرّجانى الذي يحمل إلى الآفاق منها ، وأما مناذر الكبرى والصغرى فإنّهما كورتان عامرتان بالنخل والزروع ولهما ارتفاع كثير.
وأما المسافات بها فإن من فارس إلى العراق طريقين شارعين : أحدهما إلى البصرة ثم إلى بغداد ، والآخر إلى واسط ثم إلى بغداد ؛ فأما طريق البصرة : فإنك تأخذ من أرّجان إلى آسك قرية (٨) مرحلتين خفيفتين ، ثم إلى زيدان مرحلة ـ وزيدان قرية ، ثم منها إلى الدّورق مرحلة ، والدورق مدينة كبيرة وهى مدينة سرّق ، ثم من الدورق إلى خان مردويه ـ وهو خان تنزله السابلة ـ مرحلة ، ومن خان مردويه إلى باسيان ـ مدينة وسطة فى الكبر عامرة يشق النهر فيها فتصير نصفين ـ مرحلة ، ومن باسيان إلى حصن مهدى مرحلتين ، وفيها منبر ويسلك بينهما فى الماء ، وكذلك من الدورق إلى باسيان يسلك فى الماء ـ وهو أيسر
__________________
(١) فى ا أردشير بن بابك وفى ابن حوقل ص ١٧٦ : محبس بهرام.
(٢) تزيد ا : ورامهرمز من بين مدن خوزستان يجمع فيها من النخيل والجوز والثلج (بغير نقط) ما ليس بغيرها وكذلك الأترجّ.
(٣) فى ا : واتصالها بالمدن الكبيرة
(٤) فى م ، ب ، ج : يعرض والتصويب عن ا.
(٥) فى ا بدلا من فيما علمته : إلا ما قد استحدث بطوس فانها أنعم وأحسن من الطيبى.
(٦) زيادة عن ا.
(٧) عصير العنب أو الزيب.
(٨) فى ا : قريب من ، وفى ابن حوقل ص ١٧٧ ليدن : قرية.