فى مدن الإسلام ؛ وكان مبلغ خراج أهل (١) هذا البيت فى ضياعهم نحو عشرة آلاف ألف درهم ، وكان المأمون ولّى عمر بن ابراهيم غزو البحر لقتال القطرية ، وابنه مرداس بن عمر المكنى بأبى بلال بلغ من ماله أن كان خراجه نحو ثلاثة آلاف ألف درهم ، وكان ابن عمه محمد بن واصل ملكه مثل ملك هذا ، وخراجه مثل خراجه ، لا يتفاوت بكبير شىء ، وكان أجلّ أهل هذا البيت عمرو بن عيبنة ، وكانت من قوة أهل (٢) هذا البيت أن الأتراك لما استولوا على الخلافة ـ فلم يطقهم الخلفاء ـ فرقوا فى اقطاعات عريضة ، وولّوا فارس ليبعدوا عن الباب (٣) ، وكان منهم من عظماء الأتراك نحو من أربعين أميرا ، ورئيسهم المولد ، وكان يمنعهم الظلم فتشغبوا عليه وهمّوا به (٤) حتى استجار بمرداس بن عمر فأجاره وأخرجه إلى بغداد ، وولّوا على أنفسهم ابراهيم بن سيما ، وكتب عبيد الله ابن يحيى عن المعتمد إلى مرداس فى قتلهم فاستعفى ، وكتب إلى محمد بن واصل فجمع حاشيته وأهل طاعته حتى قتل هؤلاء الأمراء عن آخرهم ، إلا إبراهيم بن سيما وأربعة نفر ، وكان رئيس الأتراك بعد المولد بفارس ، واستولى محمد بن واصل على فارس ، فبعث إليه من بغداد عبد الرحمن بن مفلح ، وكان على جيشه طاشم فى جيش عظيم ، فهزم جيش عبد الرحمن وقتل طاشم ، وأسر عبد الرحمن وقتله ، فصفت له فارس ، حتى قصد ابن عمه مرداس بالخنق مخالفة على نفسه ، فاستدعى يعقوب بن الليث ، فدخل يعقوب بن الليث فارس لمعاضدة مرداس ، حتى حارب محمد بن واصل بمروسدان بناحية البيضاء ، راجعا من محاربة عبد الرحمن بن مفلح ، فهزمه وفرّق جيشه وأسر بسيراف فى البحر ، فسلم إلى يعقوب وأنفذه إلى قلعة ثمّ فحبسه بها سنتين ، حتى كان يعقوب بجنديسابور فتغلب هو والمحبّسون على القلعة ، فبعث يعقوب من قتلهم إلا القليل ؛ ومن ملوك الفرس ممّن ملك بغير فارس آل سامان ، فإنهم من ولد بهرام ، وكان بهرام من أهل خبر من أردشيرخرّه فسكن الرىّ ، ثم ولى محاربة الأتراك فقصد بلخ (٥) وفرق جمع الأتراك ، وأثر فيهم فاستفحل أمره وقويت شوكته ، حتى خافه كسرى ذلك العصر على نفسه وملكه ، فهمّ بمحاربته وازالة ملكه ، فاضطره بهرام إلى أن استجار بملك الروم (٦) ، وأخلى مملكته إلى أن يقصد ملك الروم ، فرجع وكان من حديثه ما قد ذكر فى الكتب ، وآل سامان من ولده فكانوا ملوك ما وراء نهر بلخ (٧) المعروف بجيحون وأمراءه يتوارثونه بينهم ، إلى أن انتهت الامارة إلى اسماعيل بن أحمد بن أسد ، فبلغ من سلطانه وتمكّن أمره أن أزال ما كان استصعب على المعتضد ـ فى شهامته وصولته وبأسه ـ من ملك عمرو ابن الليث ، وتفريق جمعه حين (٨) ملك خراسان كلها وما وراء النهر وجرجان وطبرستان وقومس والرى
__________________
(١) إضافة عن ا.
(٢) إضافة عن ا ، ب ، ج.
(٣) فى م : البلد والتصحيح عن ا. والمعنى ابعادهم عن دار الخلافة
(٤) فى م : عليه. وفى ا : وهمّوا بقتله
(٥) فى ا : هراة.
(٦) هذه العبارة فى ا : فاضطر كسرى إلى أن استجار بملك الروم.
(٧) فى ا : ما وراء النهر.
(٨) فى ا : حتى.