وقزوين (١) وأبهر وزنجان ، وهذه مملكة ما علمت أن الأكاسرة جمعتها لرجل واحد ، وقمع مع هذه المملكة الأتراك وذلّلهم ، حتى بلغت صولته وهيبته حدود الصين ، وهابته ملوك الترك حتى صار مما يلى مملكة الإسلام من (٢) بلدان الأتراك من الأمن مثل دار الإسلام ، ثم ملك بعده ابنه أحمد بن اسماعيل ، فزاد إلى هذه المملكة فتح سجستان واذلال بقايا السّجزيّة ، وبسط من حسن النظر للرعية ما انتشر به ذكره ، ثم ملك بعده نصر بن أحمد ، وبلغ من بأسه وقمع من عارضه فى ملكه وقوة دولته أنه ما اعترض فى ملكه أحد إلا قمعه وكانت الغلبة له ؛ وأما من ملك من فارس من غير الفرس فغلب عليه فإن منهم على بن الحسين بن بشر من الأزد المقيمين الذين كانوا ببخارى فانتقل إلى فارس ، وكان من الشّحنة (٣) وقوى فى أيام المعتز والمستعين فغلب على فارس ، وكان له بأس ومنعة ، حتى حار به يعقوب بن الليث بقنطرة سكّان بقرب شيراز فهزمه وأسره ، فأقام فى حبسه مدة ثم قتله ؛ وأما ملوك الزموم الذين على أبوابهم الجيوش الدائمة من ألف رجل إلى ثلاثة آلاف رجل ـ فإن منهم فى زم الزميجان المعروف بزم جيلويه المهرجان بن روزبه ، وهو أقدم من جيلويه وأعظم شوكة ومنزلة ، وأخوه سلمة (٤) ابن روزبه بعده ، وكان جيلويه ناقلة إليهم من خمايجان السفلى من كورة اصطخر ، وكان يخدم سلمة فلما مات تغلب جيلويه على هذا الزم ، واستفحل أمره حتى نسب الزمّ إليه إلى يومنا هذا ، وبلغ من شوكته أن أوقع بآل أبى دلف ، وقتل معقل بن عيسى أخا أبى دلف ، ثم قصده أبو دلف فقتله وحمل رأسه فكان لآل أبى دلف إلى أن انقضت أيامهم ، يقيمون برأسه فى الحروب يحمل بين أيديهم على رمح ، وقد صبّب القحف (٥) بالفضة حين وقع فى يد عمرو بن الليث ، لما هزم أحمد بن عبد العزيز بالزرقان فكسره ، ورياسة هذا الزم فى أولاد جيلويه إلى يومنا هذا ؛ وأما زمّ الديوان فكان رئيسهم آزاد مرد بن كوشهاذ من الأكراد ، فملكه دهرا ثم عصى ، فقصده السلطان فهرب إلى عمان وبها مات ، وصار الأمر بعده إلى الحسين بن صالح من الأكراد ، فصار الزمّ فى يده ويد أولاده إلى أيام عمرو بن الليث ، فنقله عنهم إلى ساسان بن غزوان من الأكراد ، فهو فى أهل بيته إلى يومنا هذا ؛ وأما زم اللوالجان فكان فى أيدى آل الصفّار ، إلى أن ولى محمد بن ابراهيم الطاهرى فارس (٦) فجعله فى يدى أحمد ابن الليث رجل من الأكراد ، فهو فى يدى أهل بيته إلى يومنا هذا ، ومحمد بن ابراهيم هو الذي أوقع بآزادمرد ابن كوشهاذ حتى هرب ؛ وأما زم الكاريان فهو فى يدى آل الصفّار إلى يومنا هذا على قديم الأيام ، ورئيسهم اليوم حجر بن أحمد بن الحسن ؛ وأما زم البازنجان فإن رئيسهم كان يسمى شهريار من الأكراد ، والزم منسوب إليه وكان مصاهرا لجيلويه ، وصار بعده للقاسم بن شهريار ثم انتقل إلى موسى بن القاسم ، والبازنجان الذين هم
__________________
(١) زيادة عن ا وهى فى E أيضا.
(٢) ساقطة من ا.
(٣) من المشاغبين.
(٤) فى ا : مسلمة.
(٥) العظم الذي فوق الدماغ.
(٦) هذه زيادة عن ا.