بر ـ عين ماء قليل ، يعرف بماء نوح ، يتداوى به من العلل والعين ، ويقال إنه ربما حمل منه إلى حدود الصين لاشتهاره واستعمال الناس إياه ، فينتابه الناس من خراسان والبلدان النائية.
فأما ما يرتفع من بلدان فارس مما ينقل إلى الأمصار ، وما يفضّل فى جنسه على سائر ما يرتفع فى البلدان : فمن ذلك ماء الورد الذي يرتفع من جور فانه يفضّل فى جنسه ، وينقل إلى البحر فيفرّق فى الحجاز واليمن والشام ومصر والمغرب وخوزستان وخراسان والجبال (١) ؛ ويرتفع من غير جور ما هو أجود إلا أن معظم الجهاز منه ، ويرتفع بجور ماء الطلع وماء القيصوم الذي لا نعرفه فى بلد غير جور ، وماء الزعفران المسوسن وماء الخلاف الذي يفضّل على جنسه فى سائر البلدان. ويرتفع من سابور الأدهان من كل جنس ما يفضّل على أدهان سائر المدن إلا الخبرىّ والبنفسج ، فإن الذي بالكوفة منهما خير ، والإنبجات التى تحمل إلى الآفاق منها.
ويرتفع من سينيز وجنّابة وكازرون وتوّج ثياب كتان ، وللسلطان فى كل بلد منها طراز غير كازرون ، وتحمل هذه الثياب إلى الآفاق من بلدان الإسلام كلها ، ويرتفع من فسا أنواع من الثياب التى تجلب إلى الآفاق ، وبها طراز الوشى والشعر والسوسنجرد للسلطان ، فأما الوشى فإن المذهب المرتفع منه أجود مما يكون بغيره من الأمصار ، وأما غير المذهب فإن الذي بجهرم أجود وأكثر منه ، وأما الشعر فإنه يعمل للسلطان ثياب مثقالية تأخذ قيمة كبيرة ، وكلل مرتفعة وسائر أصناف الشعر ، ويتخذ من القز للسلطان ستور معلمة معينة (٢) ، ويرتفع من ثياب القز والشعر ما يحمل إلى كثير من أمصار الإسلام ، والسوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب (٣) وتوّج وتارم ، وبها أكسية القز التى تبلغ قيمة كبيرة ، ويرتفع من جهرم ثياب الوشى المرتفع والبسط والنخاخ والمصليات والزلالىّ المعروفة بالجهرمىّ ، ويرتفع من يزد وأبرقوه ثياب قطن تحمل إلى الآفاق ، ويرتفع من الغندجان ـ قصبة دشت بارين ـ من البسط والستور والمقاعد وأشباه ذلك ما يوازى به عمل الأرمينى ، وبها طراز للسلطان ، وتحمل منها إلى الآفاق ، وإنما فضّل سوسنجرد فسا على سوسنجرد قرقوب لأن القرقوبى إبريسم وهذا صوف ، والصوف أجود من الابريسم فى الصنعة ، ويحمل من سيراف ما يقع إليها من أمتعة البحر ، من العود والعنبر والكافور والجواهر والخيزران والعاج والأبنوس والفلفل والصندل وسائر الطيب والأدوية والتوابل ـ التى يكثر تقصيها ـ إلى جميع فارس (٤) والدنيا كلها ، وهى فرضة لهذه المواضع ، وأهلها أيسر أهل فارس ، ومنهم
__________________
(١) زائدة فى ا.
(٢) زائدة فى ا ولها مقابل فى ابن حوقل ص ٢١٣ ليدن.
(٣) تزيد ا : لأن القرقوبى ابريسم وهذا صوف والصوف خير من الابريسم وهذه العبارة غير موجودة فى ابن حوقل هذا وهذه العبارة سترد فى النص فوجودها هنا خطأ.
(٤) فى ا : إلى جميع فارس والجبال والعراق وخراسان وسائر المواضع.