أما ما كان من أحوال هذا البنك فنقول : إنّه أعظم بنوك (١) الدنيا وأوفرها غنى (٢) ومالا وهو خزنة العالم بأسره. وأعظم أغنياء البشر شرقا وغربا يستودعون رؤوس أموالهم وفضلات دراهمهم في هذا البنك.
أما بناؤه العظيم فهو على طبقة واحدة وتحته أقبية وكهوف صخرية ويشغل من الأرض مسافة ثلاثة فدادين. وطول واجهته الجنوبية تبلغ نحو ١٢٠ ذراعا والغربية ١٤٠ ذراعا ونيف. وفي هذا البناء مخادع شتّى للمديرين والمتوظفين والكتبة وغيرهم ، وثمانية أروقة فسيحة.
وقد شادوا هذا البناء بهندسة محكمة من صخر أصمّ ، لا تؤثر فيه النار إذا عرض عليه حريق (٣). أما قاعة الصرافة ، أو دفع النقود ، فهي فسيحة جدا وموضوع في صدرها تمثال الملك غليوم الثالث بهذا الاسم. وفي أعلى هذه القاعة وضعوا سنة ١٨١٢ ساعة كبيرة عجيبة التركيب والأوائل (٤) ولها ستّ عشرة مينا (٥) ، وكل مينا مصمودة (٦) في مخدع من مخادع البنك على بعد ومعزل عن آلة الساعة. وقد وصلوا بين دواليب الساعة وبين كل مينا بسلك كهربائي يبلغ طوله ٢٢٥ ذراعا ونيفا ، فتنقل الكهربائية (٧) حركات دواليب الساعة إلى المخادع المصمودة (٨) فيها المينا ، وتدير (٩) العقارب على ساعات الوقت بضبط وإحكام لا يعتريه خلل.
__________________
(١) أ : بنوكة
(٢) أ ، ب : غناء
(٣) ب : إذا تعرّض للحريق
(٤) والأوائل : ساقط في ب
(٥) ب : الميناء. والمقصود سطح الساعة الذي يحمل الأرقام
(٦) ب : موضوعة
(٧) ب : الكهرباء
(٨) ب : الموضوعة
(٩) ب : تدور