أما القبو الصخري فهو تحت قاعة الدفع ، وقد جعلوا فيه صندوقا عظيما من الحديد يسمونه (المخدع المنيع) يحفظون فيه الذهب والفضة والدراهم الموضوعة أمانة في هذا البنك ، وهي في مكان أمين لا خوف عليها من سارق ينقب ، ولا نار تحرق. وينزلون إلى هذا القبو كما ينزل حفارو المعادن إلى قلب الأرض في جبّ عميق. والى جانب هذا القبو أقبية أخرى فيها قضبان وأقراص من فضة وذهب لضرب الدراهم. وقبو آخر فيه أوراق بنك لم تخرج بعد إلى أيدي الناس. وقبو آخر فيه أوراق بنك قد دفعت قيمتها ، ولكنها تحفظ هناك عشر سنين قبل أن تحرق.
أما أشغال البنك فهي تحت إدارة رئيس عام ونائبه. وتحت أيديهم ٢٤ مأمورا. ولا يلبثون في تلك الوظائف أكثر من سنة وفي ختامها ينفصلون. وتنتخب الحكومة خلافهم. ولا يسمح لمن يوظف في إدارة هذا البنك أن يتعاطى (١) تجارة أو مصلحة أخرى لخاصّته (٢) ، أو يتاجر في أوراق البنك أو الحوّالات أو خلافها ، بل يفرض عليهم أن يقنعوا (٣) بما لهم من الرّاتب لمعاشهم.
أمّا رأس مال هذا البنك فكان في بداية أمره ١٢٠٠٠٠٠ ليرة (باوند) ولكن من تاريخ سنة ١٨١٦ قد بلغ ١٤٦٠٦٥٠٠ ليرة.
ثم خرجوا بالسيد من البنك ، وساروا به إلى دار السكة التي تضرب فيها الدراهم. وفي ذهابهم كان الشعب يتقاطر أفواجا ليرى سعادة السلطان ، وكانوا إذا رأوه حيّوه بأشرف تحيّة وسلام. ولما وصل إلى دار السكة خرج إلى لقائه مستر فريمنتل مدير [دار] السّكة ومعاوناه مستر روبرتس ومستر هيلن وأدخلوه إلى أماكن الشغل. ثم طلبوا إليه أن يدوّن اسمه الشريف في سجل الزوار حسب العادة ، ففعل.
__________________
(١) ب : يعمل في
(٢) ب : لحسابه الخاص
(٣) أ ، ب : يعتنوا