وبعد أن جرت مفاوضات علمية في الاكتشافات الجغرافية في قطب الأرض الشمالي ، وفي أواسط أوستراليا (١) الغربية نهض الماجيور جنرال سار هنري رولنسن ، وخطب خطبة وجيزة ، قال فيها ما ترجمته ملخصا :
" أيها السادات الكرام يرحب بقدوم سعادة السيد برغش إلى هذه البلاد جميع (٢) سكان لندن العظمى ولكن يحق على أعضاء هذه الجمعية الجغرافية الملوكية أن ترحب بقدومه أفضل ترحاب حال كون سعادته عضوا من أعضاء هذه الجمعية ، وقد شرّفها هذه الليلة بحضوره السعيد وقد صرف عنان العناية (٣) بمساعدة جميع السياح الذين أرسلتهم هذه الجمعية للسياحة في أفريقية ، واكتشاف خبايا تلك القارة الواسعة".
فلما سمع هذا الكلام جميع الحاضرين رفعوا أصواتهم بسرور وقالوا : " حبّذا! حبّذا! فليحي سلطان زنجبار! "
ثم استتلى (٤) سار رولينسن خطابه ، وقال : " لو لا عناية السيد برغش ومساعدته لما تمكنت هذه الجمعية الجغرافية من ارسال مدد ونجدة ومؤونة إلى رجالها السائحين في داخل قارة أفريقية". فهتف الحاضرون ثاني مرة بأعلى أصواتهم ، وقالوا : " حبّذا! حبّذا! فليحي السيد برغش الكريم عمرا مديدا! "
ثم مضى الخطيب في كلامه ، وقال : " لا يخفى عليكم ـ أيها السادات ـ أن صلات الحبّ والوداد بين زنجبار وبريطانيا كانت من عهد أجداد السيد الكرام : ففي بدء القرن التاسع
__________________
(١) أ ، ب : أوستريا ـ والصحيح ما أثبتناه وقد دخل الإنكليز أستراليا سنة ١٧٨٧. فصل :
١٢٤٥ / ٣ : Australie G.E
(٢) ب : جمعية
(٣) أ : وقد أبدى غاية العناية.
(٤) ب : استأنف