عشر عقدت الدولة البريطانية عهدة ودادية (١) مع حكام تلك البلاد ، ومن ذلك العصر إلى الآن مازال أولادهم وأولاد أولادهم إلى عهد هذا السيد الشريف الحاضر بيننا يحافظون على صداقة الدولة البريطانية". فأعاد الحاضرون أصوات التحبيذ ثالثا ورابعا.
ثم استكمل الخطيب كلامه ، وقال : " إن السيد برغش ـ أعزه الله ـ لم يقتصر على تمهيد السبيل إلى مصالح الإنكليز السياسية في بلاده فقط ، بل قد عني غاية العناية (٢) في توسيع نطاق الحضارة والتجارة في مملكته السعيدة ، وراعي ذمام الإنكليز وقبل ، بتمام القبول ، اقتراحات الدولة البريطانية فيمانيط بإبطال تجارة الرقيق من بلاده. ولهذه البواعث كلها حقّ علينا ـ نحن معشر الإنكليز ـ أن نثني على همم هذا السلطان الجليل ، وأنه لفرض واجب على (٣) هذه الجمعية الجغرافية التي قد تشرفت بحضور سعادته أن تشكره على هذه المنة العظيمة".
" وما زاد هذه الجمعية امتنانا هو : لا جمعية سواها قد حصلت على شرف يوازي شرفها الحالي ، فإن سعادة السلطان برغش ـ أعزه الله ـ قد اقتصر على أن يكون عضوا من أعضاء الجمعية الجغرافية وحدها فقط. وقد حصر هذا الشرف كله في جمعيتنا الملوكية". فضجّ السامعون بأصوات الحبور وقالوا : " حبّذا! حبّذا! لله در هذا العضو الشريف! وسعدا لهذه الجمعية فقد حازت ملء العز والشرف! "
ثم طلب سار رولنسن إلى الجنرال ركبي الذي كان سفير الدولة البريطانية سابقا في زنجبار أن يتلو على أسماع الحاضرين ما شاهده في زنجبار من مساعي السيد برغش الحميدة وما في بلاده من الخيرات والخصب والفلاح. فنهض الجنرال ركبي ، وأخذ يشير إلى سعة مملكة زنجبار وحدودها كما كانت مرسومة في خريطة رسم الأرض المعلقة على جدار القاعة. وقال :
__________________
(١) معاهدة ودية
(٢) أ : العناء
(٣) أ : ولا سيما فرض