الباب الثلاثون
في زيارة سعادة السلطان لمعمل الأسلحة في ويليج (١)
من دخل معمل الأسلحة في ويليج كأنه دخل معامع الحروب بعينها. فانه يشاهد في عرصة المعمل مدافع ضخمة منها مشققة ومنها مكسورة ومنها معطلة من كثرة الاستعمال.
وهذا المشهد المكرب يذكّره بانكسار الجيوش ، وهزيمة عددهم وأوائل (٢) دفاعهم ودمار ديارهم. ولكن متى توغل المرء في مخادع المعمل رأى هناك أوائل ضخمة تعجز عن تحريكها جبابرة نمرود (٣) فتحركها قوة البخار العظيمة ، وتصهر المعادن في بوتقة ضخمة تحاكي حوضا من نار. ثم ترفعها من الأتون بكلاليب عظيمة ثم تسبكها في قوالب معدة لها (٤) في قلب الأرض. ثم تخرج من بطونها مدافع عظيمة الحجم لا تتفرقع ، ودواليب متينة لا تتكسر ، وأسلحة جهنمية لا تقهر. وكل هذا الشغل العظيم يتولى أمر إدارته الكولونل كمبل والكولونل فيلد والماجيور متلند وأعوانهم.
وكلما ازدادت الأمة البريطانية اقتدارا ازداد معمل أسلحتها كبرا واتساعا. وكان هذا كله غير خاف على إدراك سعادة السيد برغش. وكان يود أن يرى بعينيه ما قد أدركه بعقله الراجح. فأظهر رغبته في الذهاب إلى ويليج لمشاهدة عجائب معمل الأسلحة المقدم ذكره.
__________________
(١) هي قرية صغيرة تقع شرقي ثمبتن ، يوجد بها عدة مصانع. فصل : ٥٧٢ / ١٢Welling Borough : N.E.B
(٢) ب : وتحطيم أدوات
(٣) هو ملك من ملوك الجبابرة ، ويبدو أنه هو الذي جادله إبراهيم عليه السلام في مسألة احياء البشر وإماتتهم والإتيان بالشمس من الغرب. فصل : Namrud : E.L.٢ : VII / ٢٥٢ ـ ٣ (Heller)
(٤) ب : آليا