ولما دخل السيد دار المحطة كان الخدم قد هيأوا سفرة متفننة بالمآكل ، فجلس السلطان ورجاله وتناولوا الطعام. وكان الشعب لا زال واقفا خارج الدار يريد مشاهدة سعادته ثانية. وكانوا أيضا قد هيأوا مركبة ملوكية تجرها أربعة رؤوس خيل. فخرج السيد بعد الطعام ، وركب فيها مع السيد حمود بن حمد والدكتور كيرك ووالي بيرمنكهام. وركب باقي رجال سعادته في ثلاث مركبات مفتوحة. وكان الشعب مصطفا في الشوارع التي مر بها السلطان رغبة في مشاهدته. وكان إذا مرت مركبته كشف الناس قلانسهم عن رؤوسهم وحيوه بألطف سلام وحبذوه (١) بأعلى أصواتهم ، وكان السلطان يرد السلام عليهم بأنس وبشاشة ، وكان حراس المدينة يحافظون على الترتيب والهدوء ومنع القلاقل من جراء ازدحام الشعب.
ولما وصل السيد إلى محل مسترهنري اوسلر ، خرج مدير المحل وأتباعه إلى ملاقاته ، وسلموا عليه ، وأدخلوه قاعة فسيحة حوت من كل فن خبرا ، واحتوت على أصناف البلور المنقوش والملوّن بأرناج (٢) مختلفة ، فرآها السيد ، وتفرّج عليها ، وسرّ من مشاهدة أواني من البلور الأحمر وثريات جميلة الصنعة كانت معلقة في سقف المحل برسم البيع ، وكان بينها ثريّتان تفوقان البقية حسنا وجمالا ، وكانت الواحدة منهما مصنوعة في زي الثريات الشرقية ، فيها ٣٢ مصباحا من الزيت أو الشمع. وكان لثانيتها ٢٤ مصباحا من الغاز الهيدروجيني.
ثم ساروا بالسيد إلى محل شغل البلور وعمل الثريات ، فرأى هناك ثريات بيضا وحمرا وخضرا. وتفرج على طريقة عمل الثريات من بدء خشونة البلور إلى آخر درجة من صقله وهندامه ونقشه وحفره وتركيبه وعمله ثريات.
__________________
(١) ب : هتفوا له
(٢) ب : بأشكال