الباب الرابع والثلاثون
في زيارة سعادة السلطان لمعمل الأواني الفضية والذهبية في بيرمنكهام
خرج السيد برغش ـ أعزه الله ـ نهار السبت ٥ جولاي (تموز) (٣٠ جمادى الأولى) يريد الفرجة على معمل الأواني الذهبية والفضية. وخرج في معيته وزراؤه ووالي بيرمنكهام والفقيه جرجس باجر والدكتور كيرك وباقي أتباعه.
وكان شعب المدينة قد عرف ساعة خروج السيد من منزله فاجتمع الناس أفواجا إلى باب الدار ، وشحنوا الأزقة والشوارع يريدون النظر إلى سعادته.
فلما خرج السيد وركب مركبته رفعوا أصواتهم وحبذوه (١) طويلا وما انقطعت أصواتهم كل تلك المدة حتى وصلت المركبة إلى معمل الأواني الذهبية.
ولما نزل السيد ورجاله من مركباتهم استقبله (٢) مستر ايلينكتن ومستر رولاسن مدير المعمل ، وسلم على سعادة السلطان بألطف سلام ، ورحب بقدومه.
ثم دخلوا به إلى أماكن الشغل ليفرّجوه على ما في ذلك المعمل العظيم من الأواني الذهبية والفضية وغيرها. وفي مرورهم بدهليز المحل رأوا تماثيل ملوك الإنكليز القدماء معروضة (٣) عن يمين الدرج وشماله بترتيب حسن. فلما وصلوا إلى قاعة الفرجة رأوا فيها ما يدهش العقل ويشد البصر. فإن طول هذه القاعة يبلغ مائة قدم (فوت). وعرضها مناسب لطولها. وفي وسطها وعلى مدار أطرافها موائد عليها صناديق من بلور ضمنها أواني ذهبية
__________________
(١) ب : هتفوا
(٢) أ : لاقاه
(٣) أ : مصمودة