الذين تشرفوا في هذا النهار بمشاهدة سعادتك الجليلة (١). حرر بحاضرة ليفربول في ٥ جولاي (تموز) سنة ١٨٧٥
(الإمضاء)
ريتشرد فيل ستابل"
وفيما كان الخطيب يتلو الخطبة كان الفقيه جرجس باجر يترجم جملة بجملة إلى سعادة السلطان عربيا.
وكان هذا الخطاب مكتوبا على قرطاس أبيض كبير وزيري محفوف بمخمل حرير وردي اللون ومزركش بالذهب ، وكانت حواشي القرطاس منزّلة (٢) بصياغة من الذهب بصنعة جميلة. وكانت طغرة مدينة ليفربول منقوشة في صفحة من ذهب في صدر القرطاس. وعلى دائره برواز من ذهب مجمّل بنقوش جميلة ومعقودة في أطرافه ضمات من خيوط ذهبية (شراريب). وكان الخط جميلا جدا قد عنوا في كتابته بالقلم الإنكليزي القديم الذي كان يستعمله قدماء الإنكليز في الحجج والمكاتبات الملوكية في عهد الملك هنري الثامن. وكانوا قد رسموا على هوامش القرطاس زهورا جميلة ملونة بألوان ناصعة وبمحلول الذهب.
وفي ختام تلاوة الخطاب عرض الخطيب ذلك القرطاس على سعادة السلطان فتناوله السيد بلطف وشكران ، وسرح نظره في حسن خطه ، وفي ما كان فيه من النقوش الزهية. ثم سلّمه إلى واحد من وزرائه للمحافظة عليه.
ثم أوعز إلى الفقيه باجر أن يترجم شعائر الشكران والامتنان لوالي المدينة الأفخم ، ولشعبها ذي اللطف والإكرام. فنهض الفقيه المومأ إليه ، وقال : " قد أملى علي السيد خطابا
__________________
(١) الجليلة : ساقط في ب
(٢) ب : مصنوعة