الباب السادس والثلاثون
في فرجة سعادة السلطان على ميناء ليفربول
أرسل والي مدينة ليفربول غدوة (١) نهار الثلاثاء يطلب إلى سعادة السيد أن يشرّف دار الولاية حتى يسير في صحبته إلى مرفأ السفن ، ويفرّجه على ميناء المدينة وعلى ما فيها من البواخر والسفن المصطفة فيها على مسافة ستة أميال ، وهي لا جرم (٢) أعظم ميناء وأكبرها في الدنيا. فأجاب السيد طلبته بسرور ، وركب مركبته ، وخرج في رجاله إلى دار الولاية.
وعند وصوله إليها خرج إلى لقائه والي البلد وأعوانه ، وسلّموا على السلطان وأدخلوه بعز وإكرام. وبعد أن لبث برهة من الزمان للراحة نهض ، ونهض الوالي ورجاله ، وركبوا مركباتهم ، وساروا إلى ساحل البحر ، وكان الشعب قد تقاطر إلى هناك لمشاهدة سعادته وإكرامه.
وكان الوالي قد أمر أن يهيئوا باخرة جميلة لركوب سعادته ليسير فيها بحرا ، ويتفرج على الميناء. فركبها مع رجاله. وفيما هم سائرون جرى حادث مكرب في البحر كدر صفاء كأس سعادته ومن كان معه. وذلك أن باخرة عظيمة كانت خارجة من الميناء تريد الذهاب إلى نيويورك بأمريكا الشمالية ، وكانت سفينة صغيرة مشحونة بالسكر فيها خمسة رجال وامرأتان. فصدمت الباخرة تلك السفينة صدمة مهولة أغرقتها في قعر اللجة (٣) في طرفة عين. فبادر الناس إلى نجاة أولئك السبعة أنفار وأخرجوهم أحياء. وغرقت السفينة برمّتها مع ما كان فيها من
__________________
(١) ب : غداة
(٢) ب : شك
(٣) ب : الماء