هناك ، وساروا إلى دار التجارة ، وكانت الناس قد ملأت الأزقة والشوارع حتى كاد يتعسر مرور مركبة سعادته في الطريق من شدة ازدحام الناس.
ولما وصل السيد ورجاله إلى دار التجارة وصعد الدرج رأى جمعا غفيرا من الرجال والنساء والأولاد قد اجتمعوا إلى ساحة دار التجارة يريدون مشاهدته ، وهم يصرخون صراخا عاليا استرحابا بسعادته. وكان الشعب يتماوج من شدة الازدحام تماوج بحر عجاج متلاطم بالأمواج. ولما دخل السيد دار التجارة رأى منها ما سرّه غاية السّرور ، وتعجب من سعتها وعلوها وحسن بنائها وإتقان نقوشها ، وقال : " هذه الدار ، نعم الدار! " ولا غرو أن اتساع تجارة منشستر في الدنيا تحتاج إلى دار واسعة مثل هذه. وبعد أن قضى الفرجة على ما كان من التحف في تلك الدار خرج منها وركب مركبته ، ورجع في رجاله إلى منزله ، وشعب المدينة محدق به من وراء ومن قدام ، وهم يحبذونه الطريق بطوله.