السيدات علامة السلام عليه. ولكن عندي أنه يفضّل أن يسمعهن يسلمن عليه بأصواتهن العذبة أكثر من تحريك مناديلهن الصامتة". فصرخت السيدات حينئذ بأصوات رخيمة : " حبّذا! حبّذا سلطان زنجبار! "
ثم أجلسوا السيد على كرسي ، وجلس والي المدينة إلى يمينه. ثم جلس باقي الوزراء حسب مراتبهم. وفي أثناء ذلك نهض والي المدينة ، وقال لسعادة السلطان : " قد قرّ قرار أعيان المدينة وأكابرها أن يعرضوا على سعادتك خطاب التهنئة رسميا في هذا المحفل ، فإن حسن بأعين دولتك قبول ذلك فيتلوه ، وإلا فلا". قال السيد في جوابه : " حبا وكرامة! ". فنهض سار جوزف هيرون ، وتلا خطاب التهنئة الرسمية بالإنكليزي وهذه ترجمته ملخصا :
" إلى سعادة السيد برغش بن سعيد سلطان زنجبار وما يليها من أصل البرّ ، أدام الله مجده وإقباله آمين".
" أما بعد فنحن والي منشستر وأعيانها وأكابرها نتشرف بتقديم التهاني الرسمية لسعادتك ، ونرحّب قلبيا بتشريفك مدينتنا. ونحن بالأصالة عن أنفسنا وبالوكالة عن عموم شعب هذه الحاضرة نعرض على سعادتك ما نشعر به من السرور والفرح بمشاهدة سلطان جليل مثلك. كوننا واثقين غاية الثقة بأن زيارتك هذه لنا تكون باعثا على توطيد صلات الوداد بيننا أشد توطيدا وسببا لخير بلادنا وبلادك سوية. ولنا أمل بأن يتسع نطاق التجارة فيها وتكثر أسباب الحضارة والعمران في ظل ظليل سعادتك وهمتك العلية ، وترى بعينيك نجاح المملكة ، وعزها ، وأنت رافل في ثوب السعادة والإقبال. آمين"
فلما سمع السيد الخطاب بتمامه أوعز إلى الفقيه جرجس باجر أن يترجم خطابه العربي إلى الإنكليزي ردا على خطاب والي المدينة. فنهض الفقيه المومأ إليه ، وشكر لوالي المدينة