الباب الأربعون
في خلع امتيازات لندن وحريتها على سعادة السلطان
كتب حاكم لندن كتابا لطيفا إلى سعادة السيد برغش يستقدمه إلى دار الحكم ليخلع عليه امتيازات لندن القديمة وحريتها كما جرت العادة مع الملوك والسلاطين الذين يزورون لندن. فأجاب السيد طلبه بلطفه المعهود ، وكان قد اجتمع إلى دار الولاية والي لندن وأعوانه ورجاله ، وهم لابسون ملابسهم الرسمية. وكانت قد حضرت أيضا السيدة زوجة والي لندن في صحبة كثيرات من حرم الشرفاء ، وهنّ لابسات أفخر الملابس ومزينات بأجمل الحلي والمجوهرات.
فلما وصل السيد إلى دار الولاية خرج إلى لقائه مستر ستابلتن ومستر فيلبس وغيرهما ، وسلموا عليه ، وأدخلوا دار الولاية بعز وإكرام. وكان في صحبة السيد وزراؤه ورجاله والمحب جرجس باجر الفقيه. ولما استوى السلطان على الكرسي المعد له نهض والي لندن ، وخطب خطبة وجيزة في مدح سعادة السلطان وتعداد صفاته الحميدة التي جعلته أهلا لإكرام أمة الإنكليز قاطبة ، وعزيزا عند الناس أجمعين. ثم نهض كاتم أسرار الوالي ، وقرأ رقعة قال فيها ما ترجمته ملخصا :
" أيها الإمام الجليل والسلطان النبيل السيد برغش بن سعيد سلطان زنجبار وما يليها ، أدام الله مجدك وإقبالك. آمين".
" أما بعد فقد حسن بأعيننا نحن ـ والي لندن القديمة وشرفاؤها ـ أن نخلع على سعادتك امتيازات لندن وحريتها التي قد جرت العادة أن نخلعها على الملوك والسلاطين المتحابين لدولتنا البريطانية إجلالا لمقامهم وطمعا في توطيد صلات الوداد الوثيقة بيننا وبينهم".