الباب الحادي والأربعون
في حضور سعادة السلطان وليمة وليّ عهد بريطانيا
لما دنا وقت سفر سعادة السلطان من لندن أقام له وليّ عهد دولة بريطانيا وليمة شائقة في جنينة شيزيك على سبيل الوداع. ودعا إليها الأمراء والشرفاء واللوردات والبارونات والمركيزات وغيرهم من رجال الدولة والسياسة والسفراء ما بلغ عددهم نحو ٤٠٠ نفس من الرجال والنساء أغفلنا ذكر أسمائهم فردا فردا خشية الملل.
وكان في صحبة السلطان وزراؤه وأتباعه الدكتور كيرك والفقيه جرجس باجر ومستر هيل وغيرهم. وصرفوا نهارهم في تلك الجنينة بالصفاء والسرور ، وهم محاطون بزهور الطبيعة ، وأناقة نساء الشرفاء والخواتين اللاتي كنّ نخبة سيدات بلاد الإنكليز. وكانت ملابسهن الفاخرة وزينة ما عليهن من الجواهر الكريمة قد زادتهن حسنا وبهجة.
وبعد أن تفسحوا ، وتنزهوا ساعات طويلة ، وهم في أنس وحبور ، تناولوا الطعام على سفرة متفننة بالأطعمة الملوكية. ثم شكر السلطان لولي العهد مكارمه العميمة ، وما ناله في مملكته من العز والإكرام وحسن الضيافة ، وتوادع معه ، وصافحه. ثم ركب مركبته ، وانصرف برجاله إلى منزله. وهو في غاية الامتنان.