الباب الثاني والأربعون
في ما خلّفه السلطان من الذكر الحميد في قلوب الإنكليز
نشرت صحيفة" التيمس" الإنكليزية نهار سفر السيد برغش من لندن إلى فرنسا فصلا طويلا عدّدت فيه حسن خصاله الحميدة وامتداد ملكه بأفريقية حتى نقطة خطّ ـ الاستواء ، وما لسعادته من الهمة على إجراء الإصلاح وتوسيع نطاق الحضارة والتجارة في بلاده. وقد ترجمناه من الإنكليزي إلى العربي ملخصا.
قالت النشرة المومأ إليها :
" قد ولعت أمتنا الإنكليزية في بسط الكلام عن الملوك والسلاطين الذين يشرفون بلادنا من حين إلى حين. ولكن تشريف سلطان زنجبار المعظم قد أخذ بمجامع قلب الأمة قاطبة ، وهشّ له كل وجه ، ونطق بمدحه كل لسان ، وتأصّل ذكره الحميد في قلب كل إنسان. وذهل الناس عن ذكر سواه كأن لا قبله ولا بعده أتانا ويأتينا من حاباه"
" كنا قد تشرّفنا ـ منذ عامين ـ بزيارة جلالة شاه العجم ، وارتاحت أمتنا إلى ملك تأصّل ذكر ملكه في عقولها من نعومة أظفارها. فمنظر شاه العجم الذي كان يتشعشع شخصه بأحجار الألماس والزمرد والجواهر الكريمة كتشعشع قلب الأطلس بالنجوم والكواكب المنيرة ذكر أمة الإنكليز بمملكة فارس (١) العظيمة وبملكها داريوس الكبير (٢) وبعزه وسطوته واقتداره وحروبه مع اسكنر المقدوني ذي القرنين (٣) ".
__________________
(١) عرفت هذه المملكة عدة أطوار وتكونت فيها عدة إمبراطوريات منها إمبراطورية فارس الأولى (٥٥٠ ق م ـ ٣٣١ ق م) وإمبراطورية الساسانيين (٢٢٤ م ـ ٦٥١ م). فصل : ٦٤٢٢ / ١١ : Iran : G.E
(٢) هو داريوش الثالث (ح. ٣٣٦ ق م ـ ٣٣٠ ق م) حاربه الاسكندر. فصل ٨٨٧ / ٣ : Darius III : N.E.B
(٣) وسمي أيضا اسكندر الأكبر ، واسكندر الثالث (٣٥٦ ق م ـ ٣٢٣ ق م) ملك مقدونيا (٣٣٦ ق م ـ ٣٢٣ ق م) كتان عسكريا متفوقا حتى وصل إلى الهند وايران. فصل : ٢٤٠ / ١ : Alexandre III : N.E.B