وما ذكره الأصمعي عن بسالة عنتر (١) وحماسته وجرأته في معامع الحروب ما هو سوى نقطة في بحر بسالة نابوليون المومأ إليه. ولو لا خيانة قواد جيشه وامرأته لما كان تمكن الإنكليز من قهره. وما زالت إلى اليوم رايات الدول التي قهرها منصوبة حول قبره ، وهي تسع رايات.
ثم فتح رجال الدولة الفرنساوية بابا صغيرا كان إلى جانب قبر نبوليون إجلالا لسعادة السيد برغش ، وأدخلوه إلى مخدع لا يدخله أحد سوى الملوك والسلاطين ، وفرّجوهم هناك على سيف السلطان نبوليون وكمّته (٢) ونيشانه (٣) وهي ما زالت محفوظة على حال حسنة بلا تغيير إلى الآن.
ثم خرجوا بالسيد ورجاله من هناك ، وساروا بهم إلى محل عمل الزوالي (٤) وعمل الأواني الصينية والفناجين ، وغير ذلك من أعمال الصناع الغريبة التي يحتار العقل من سرعة عملها وحسن نقشها.
وبينما كان سعادة السلطان في معمل الفناجين فرّجوه على فنجان صغير من الفخار الصيني ، فاستحسن شغله ، وسألهم عن قيمته ، فقالوا : ثلاثون ريالا.
__________________
(١) انظر : الأصمعيات
(٢) الكمة : هي القبعة
(٣) ب : عوّض (وكمته ونيشانه) بقوله (وسائر مخلفاته الرسمية والشخصية)
(٤) في العامية العمانية : السجاجيد