والمسلوك فيه المطروق كثيرا فزلاقة تفضي إلى أعلاه ، فيوجد فيه بيت مربّع فيه ناووس من حجر. وهذا المدخل ليس هو الباب المتّخذ له في أصل البناء ، وإنما هو منقوب نقبا صودف اتفاقا. وذكر أن المأمون هو الذي فتحه (١).
فولج رجل من رجال السيد برغش هذا الهرم صحبة بعض من أهل مصر. فسارت بهم الطريق إلى مكان مظلم لا يلجه أحد إلّا بمصباح يستصبح به ، ثم صعدوا إلى البيت المربّع الذي أسلفنا ذكره.
وفي هذا الهرم خفافيش كثيرة ، ويعظم فيه الخفاش حتى يكون في قدر الحمام ، وفيه طاقات وروازن نحو أعلاه ، وكأنها جعلت مسالك للرّيح ومنافذ للضوء.
وفي القرى المجاورة للأهرام قوم قد اعتادوا ارتقاء الهرم بلا كلفة. فلما دروا (٢) بقدوم سعادة السيد برغش إلى الأهرام بادروا إليه ، وأرادوا أن يرتقوا بسعادته إلى الهرم ، ويستووا على سطحه ، فأبى السيد ، ولكن بعض من رجاله رقوا الهرم بمشقّة عظيمة. وبعد أن تفرّجوا عليه نزلوا. ودخلوا مغائر (٣) بقرب الأهرام كانت مدافن لملوك المصريين أو للثيران المقدّسة (٤)
__________________
(١) ذكر المقريزي قوله : " لما وصل الخليفة المأمون إلى مصر أمر بثقبها (الأهرام) فنقب أحد الهرمين (...) فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية (...) فعند ذلك امر بالكفّ عن نقب ما سواه" الخطط ١ / ١١٨
(٢) ب : علموا
(٣) ب : مغائر (مقابر)
(٤) أ : القدسيّة