خاتمة الكتاب
قال العبد الحقير (١) ، المعتصم بربه القدير ، القسّ يحيى لويس صابنجي بن يعقوب بن يعقوب بن يوسف الرهاوي الآخذ للعلم الشريف عن أساتذة المدرسة الكبرى بحاضرة رومية العظمى ، وعضو من أعضاء الجمعية العلمية الآسيوية الملوكية ، ومنشئ نشرة" النحلة الأدبية" بعاصمة لندن المحمية :
" هذا ما تيسر لي جمعه وتأليفه وترتيبه في هذا الكتاب ممّا سمعت به أذني ، ووعاه ذهني ، واقتطفته من الرّقع التي دبّجها السيد زاهر بن سعيد ، كاتب السلطان ، ووقفت عليه من صحف الأخبار الإنكليزية والنشرات الفرنساوية في ما ناله السيد برغش بن سعيد سلطان زنجبار وما يليها من العزّ والإكرام يوم خرج من ملكه السعيد يريد السياحة شرقا وغربا ، وما تلاه من الخطب الفصيحة في المحافل والمجالس والولائم وقاعات السّرور والحبور بنادي أرباب الدول والشرفاء والخواتين المخدرات.
وكانت جميع هذه الخطب محفوظة في صحف الأخبار الإنكليزية ، فترجمتها إلى العربي ، وأثبتّها في كتاب هذه الرحلة. وقد تحريت الاختصار في تأليفه ، وترتيبه. وأضفت إليه فوائد علمية ، وتاريخية مما نيط بالبلاد التي خطرها ، والأمم التي عاشرها ، والأماكن التي طاف بها ، والتّحف التي رآها.
وسلكت ـ في تصنيفه ـ مسلكا سهل المطالعة ، قريب المناولة ، وجلوته بتصاوير بهية تشخّص مناظر البلاد ، وصور الرجال ذوي المناصب والأمجاد ، عسى يحوز القبول بأعين سعادة السيد برغش ، أعزه الله ، وأبقاه.
__________________
(١) ب : الكريم