الباب الخامس
في السفر من السويس
في الساعة العاشرة من نهار يوم الأحد سافرت باخرة سعادة السلطان من مرسى السويس حتى إذا مرت ببارجة سعادة الخديو أمر قبطانها بإطلاق ٢١ مدفعا إكراما لحضرة السلطان. وكان ملاحو البارجة قد صعدوا إلى الدقال (١) ورؤوس السواري وهم يبدون أصوات الابتهاج والتسليم على سعادة السيد برغش. وكان السلطان قائما في صدر باخرته يرد السلام عليهم بلطفه وانسه المعهودين (٢). وفي أثناء ذلك أخذت باخرة السلطان بالدخول إلى خليج السويس ، وفيما كانت السفينة مارة بالخليج صادفت سفينة أخرى كانت مقبلة من بورت سعيد.
ولما كان الخليج ضيّقا لا يسمح لمرور باخرتين بجانب بعضهما اقتضى (٣) لإحدى السفينتين أن تلتجئ إلى المرفأ وترسو في محطات معينة لها حتى تسمح للسفينة الأخرى أن تمر في منتصف الخليج.
وقد رتّب المحافظون على الخليج قوانين وقواعد لمرور المراكب : فقد عيّنوا مراسي تقف فيها المراكب الواردة من جهة بورت (٤) سعيد ومراسي تقف فيها المراكب الواردة من جهة السويس. فلما أقبلت السفينة من جهة بورت سعيد كانت باخرة سعادة السلطان قد وصلت إلى المرسى المعيّن لتوقيف المراكب الواردة من السويس ، فمال بها القبطان إلى المرسى وربطها
__________________
(١) ب : بالسطح
(٢) ب : المعتادين
(٣) ب : وجب على
(٤) نطق انكليزي لكلمة : Port (التي تعني الميناء).