وفي أثناء ذلك رأى سعادة السلطان دخانا قد ارتفع من البرّ. ثم سار بسرعة البرق. وكان ذلك دخان فابور (١) " سكة الحديد المصرية" (٢). وكانت هذه أول مرة شاهد فيها جناب السيد برغش وحشمه فابور سكة الحديد. ثم قبل وصول الباخرة إلى المرسى السابع مرت بمنارة في شكل عامود من حديد ارتفاعها أربعون قدما (فوتا) (٣). ولما بلغت الباخرة إلى المرسى السابع أخذ الخليج يضيق رويدا رويدا حتى صار كما كان قبل بحيرة التمساح.
ومن المرسى السابع إلى البرّ قنطرة من حديد (جسر) يمرّ فوقها الناس من المرسى إلى البرّ. وهناك أيضا ماء حلو من ترعة النيل وأوائل (٤) بخارية لتطهير الماء من أقذاره وإرساله في أقنية إلى مدينة الإسماعيلية التي مر بنا ذكرها.
وما زالت الباخرة تمرّ من مرسى إلى مرسى حتى وصلت إلى مرسى بهيج المنظر انقطع فيه منظر الرمال القاحلة ، وظهرت (٥) آثار الخضار والأشجار وتدفق المياه بين الرياض والأزهار وبقرب هذه البقعة من الأرض الطريق المؤدية إلى بيت المقدس (أوروشليم). وبجانب هذه المحطة بركة الملاحة التي ذكرها السيد حمود (٦) بن أحمد في كتابه [و] أنّ ضمانها يبلغ ثلاثمائة ألف ريال في السنة.
__________________
(١) نطق عربي للكلمة الفرنسية (Vapeur) وهي اختزال للكلمة : Locomotive a vapeur : وهو القطار الذي يسير بالبخار ، ثم وقع التوسع في معنى هذه الكلمة فصارت تعني الباخرة وهي تسير بالبخار أيضا ، كما تعني المحرّك عموما. فصل ٣١٣٥ / ٥ : Vapeur : G.E ونلاحظ أن فابور أو وابور تنطق في شمال إفريقيا : بابور.
(٢) أول خط سكة حديد يربط القاهرة بالإسكندرية ، تم إنشاؤه سنة ١٨٥٧ وهناك خط القاهرة ـ بور سعيد وخط القاهرة ـ السويس. فصل : ٤١٧١ / ٧ : Egypte : G.E
(٣) هكذا في أوب : والقدم : مقياس طول إنكليزي يساوي : ٤٨ ، ٣٠ سم. فصل : ٥٣٩.Foot : O.R.E : p
(٤) ب : أدوات ، والأوائل جمع من استعمال الكاتب ، مفرده آلة وهي تعني المحرك.
(٥) أ : ظهر
(٦) أ : حموده