كريفزند (١) وهي عند مصبّ نهر التيمس (٢) ، فرست الباخرة فيها ، وكانت الباخرة الكبيرة لا تصلح للصعود بنهر التيمس لصغره.
وكانت الدولة البريطانية قد جهّزت باخرة صغيرة اسمها (ريفركوين) (٣) ، وأرسلت فيها عدّة (٤) رجال من أصحاب المناصب ليلاقوا سعادة السلطان ، ويبلغوه تهاني جلالة الملكة فيكتوريا بوصوله سالما غانما إلى بلادها. وكان من جملة هؤلاء الرجال القس جرجس باجر الفقيه (٥) ، وكانت قد اختارته جلالة الملكة ترجمانا لسعادة السلطان لما كان بينه وبين سعادة السيد برغش من المودّة القديمة.
وكانت تلك الباخرة مزيّنة كلها برايات مختلفة الألوان تخفق في دقالها (٦). وكانت راية الإنكليز منشورة في مؤخر الباخرة ، وراية السلطان الحمراء منشورة في دقل الباخرة الأوسط (٧). فلمّا دنت الباخرة الصغيرة من الباخرة الكبيرة صعد رجال الملكة إلى باخرة السلطان ، وحيّوه بالسلام ، ورحّبوا (٨) بقدومه. فتلقّاهم السلطان بالعزّ والترحاب ، وشكر لهم ولجلالة الملكة كرمها وعنايتها به غاية العناية.
ثم طلب إليه رجال الدولة أن ينتقل إلى الباخرة التي أعدتها له الدولة ، فأجاب طلبهم بلطف وشكران. ثم نشروا رايته في دقال (٩) الباخرة حذاء راية الدولة البريطانية ، وأخذوا يسيرون
__________________
(١) نطق حرفي للكلمة : Gravesend : وهي بلدة في مدخل نهر التيمس. فصل : ٤٢٥ / ٥ : Gravesend : N.E.B
(٢) هو أكبر أنهار إنكلترا يصب في بحر الشمال ، طوله ٣٣٨ كلم. وعليه تقع لندن. فصل :
٦٧١ / ٢ : Thames River : N.E.B
(٣) نطق حرفي للكلمةRiver Queen (ملكة النهر).
(٤) أ : عمدة
(٥) وصفه ابن سعيد أيضا بالقس والفقيه وخليل السلطان ، انظر صورته.
(٦) ب : جوانبها
(٧) ب في وسط الباخرة
(٨) أ : ترحبوا
(٩) ب : ساري