في نهر التيمس حتى إذا عادلوا (١) بارجة من بوارج الدولة البريطانية أطلقت المدافع سلاما لجلالة السلطان. ثم لمّا مرّت بجانب وليج مارشس (٢) أطلق الجنود ٢١ مدفعا من الحصن سلاما لسعادة السيد برغش.
ولمّا وصلت الباخرة إلى مكان يدعى فيسكارد (٣) كانت هناك بارجة إنكليزية ، فاصطف الجنود على ظهرها وسلّموا على السلطان برفع السلاح. وكان مقدّم (٤) الجنود القبطان بالمر يذكر مودّة السلطان له وهو في زنجبار لمّا كان قبطانا في بارجة الدولة البريطانية المسماة برشن. فلما درى (٥) السلطان بوجوده أمر بتوقيف الباخرة وأخذ يخاطبه بمودّة ولطف. فسرّ القبطان من ذلك غاية السرور ، وشكر لجلالة السلطان حسن مودته له ولطفه معه.
وبعد انقضاء التحيات مخرت السفينة حتى إذا مرّت حذاء قلعة لندن (٦) أطلق الجنود ٢١ مدفعا سلاما لجلالته. وما زالت الباخرة تسير هنيئا (٧) حتى بلغت لندن.
ولا يخفى أن هذه العاصمة مبنية على ضفّتي نهر التيمس وهو يمرّ بوسطها بتعاريج كثيرة ويقسمها إلى شطرين. وعليه عشرة جسور : منها [ما بني](٨) من حجارة ومنها ما بني من حديد تسير عليه الناس والخيل. وجسور أخرى كثيرة تمرّ من فوقها أرتال سكك الحديد ومن
__________________
(١) ب : قاربوا
(٢) نطق حرفي للكلمتين Wellig Marshes
(٣) Viscard
(٤) أ ، ب : مقدام
(٥) ب : علم
(٦) تقع هذه القلعة الملكية على مرتفع من نهر التيمس في شرق لندن بناها وليام الأول سنة ١٠٧٨ ثم وقع توسيعها. فصل :
٤٥٩ / ٧ : Tower of London : N.E.B
(٧) ب : الهوينى
(٨) ما بني : لم يرد في أ ، والمعقّفان أضافة منّا.