كليمنت هيل من إدارة وزارة الخارجية ، وحضرة القس جرجس باجر الفقيه ، وحضرة الدكتور كريستي وغيرهم كثيرون من أعضاء مجلس الشورى ومجلس الأعيان. (١)
فلمّا رست باخرة السلطان صعد إليها السيد بورك وسار بارتل فراير ، وغيرهم كثيرون ، وصافحوا جلالة السلطان ، وترحّبوا (٢) بقدومه ، وبلغوه تحيات جلالة الملكة. فقابلهم السيد بسرور وبشاشة ، وشكر لهم ما أبدوه نحوه من الإكرام والإعزاز. ثم نهض السيد بورك المومأ إليه وقال لجلالة السلطان باللغة الإنكليزية ما تعريبه : " قد أمرني اللورد داربي وزير الخارجية أن أبلغ سعادتك باسم جلالة الملكة التهنئة بوصولك إلى بلادها سالما غانما. وتؤمّل بأن تسرّ سعادتك بزيارة المملكة البريطانية. فإنها ترغب في أن سعادتك تشاهد كل ما في ملكها من النفيس والمليح والمفيد. ولهذا قد أصدرت أمرها إلى رجال دولتها أن يعيّنوا رجالا من (٣) ملكها يحسنون التكلم باللغة العربية ليكونوا في خدمة سعادتك مدة إقامتها (٤) في هذه البلاد. وهؤلاء الرجال الأمناء هم الدكتور كيرك والقس جرجس باجر الفقيه والسيد كليمنت هيل. فكل ما اشتهته نفس سعادتك مر حضرة الدكتور كيرك (٥) وكيل جلالة الملكة فيكون أمرك مطاعا على الرأس والعين".
فلمّا ترجم الدكتور باجر هذا الكلام بالعربية لسعادة السلطان شكر السيد بورك على مكارمه الأثيلة ، وقال : " بارك الله في جلالة الملكة ، وأدام عزّها بالمجد والإقبال".
وفيما كان السيد برغش ينطق بهذه العبارة ثارت عاصفة شديدة فوق المدينة ، وهطل مطر غزير كادت تطفح الازقة من فيض مياهه. ثم خرج السلطان من السّفينة إلى البر. وكان السيد بورك وحضرة الفقيه باجر والسيد داوز عن شماله. وكان حشمه يتبعونه حسب مقامهم
__________________
(١) يتكون البرلمان البريطاني من مجلسين : مجلس النواب (انتخاب) ومجلس اللوردات (تعيين).
(٢) أ : ترحبوا
(٣) ب : خيرة
(٤) ب : إقامتك
(٥) ب : كيرث