ذلك أن وصف رحلته المعنون" تخليص الإبريز في تلخيص باريز" الذي طبع أول مرة ببولاق سنة ١٨٣٤ يعدّ فتحا جديدا ، ونموذجا متّبعا.
ولم يبق وقت طويل حتى ظهر وصف آخر للشدياق (١) تحت عنوان" كشف المخبأ في فنون أروبا" طبع بتونس سنة ١٨٦٦ (٢).
ولم تمرّ سنة واحدة حتى نشر خير الدين (٣) " أقوام المسالك في معرفة أحوال الممالك" سنة ١٨٦٧ في تونس أيضا (٤).
وظهر في السنة نفسها وصف آخر لمرّاش (٥) يحمل عنوان" رحلة إلى باريس" طبع في بيروت.
لقد حازت هذه الأوصاف ، وغيرها كثير ، على حظ واسع من التعريف والدراسة ، ولاقت رواجا عند القرّاء ، وعناية عند الباحثين ، ومازال يعاد طبعها.
__________________
(١) هو فارس (١٢١٩ / ١٨٠٤ ـ ١٣٠٤ / ١٨٨٧) : سمى نفسه أحمد عند ما أسلم. كاتب ، معجمي ، صحافي ، شاعر ، لبناني.
انتقل إلى مصر ومالطة وتونس وأوربا والقسطنطينية. شارك في إصدار الرائد التونسي. وأصدر صحيفة الجوائب في تركيا. له : الواسطة في أخبار مالطة ، الجاسوس على القاموس ، الساق على الساق. انظر : كحالة : معجم : ٢ / ٤١ ، ١٣ / ٣٦٥ ، وفصل : Faris al ـ SHIDYAK : E.I.٢ : II / ٠٠٨ (Karam).
(٢) وظهرت له طبعة ثانية في القسطنطينية سنة ١٢٩٩ / ١٨٨١.
(٣) بعضهم يعرّفه بخير الدين التونسي ، وبعضهم بخير الدين باشا (١٢٣٨ / ١٨٢٣ ـ ١٣٠٨ / ١٨٩٠) : شركسي الأصل ، صار مملوكا في اسطنبول ثم نقل إلى بلاط باي تونس. وصار له شأن سياسي. سافر إلى أوربا وأقام فيها عدة سنوات. ألف إثرها كتابه المشهور. تولى الوزارة الأولى في تونس ، والصدارة العظمى في اسطنبول. انظر : كحالة : معجم ٤ / ١٣٣ ، وفصل :
Khayr al ـ Din PASHA : E. I. ٢ : IV / ٣٥١١ ـ ٥) Van Kricken (
(٤) أعاد منصف الشنوفي تحقيق الكتاب ، ووضع له مقدمة تحليلية ، مع جداول ، وملحقات ، وفهارس. وقال في شأنه : " من أبرز الكتب التي حررت في القرن التاسع عشر. وهو في باب التحرير السياسي أدخل ، وإن حشره مؤرخو الآداب في باب (وصف) الرحلة اغترارا بعنوانه ، وتهاونا بمقدمته التي حوت من الآراء الجوهرية الخطيرة ما يجعل منها مرحلة حاسمة في مراحل التفكير السياسي في العالم العربي الإسلامي الحديث". أقوم المسالك : ص ٢٣ (المقدمة)
(٥) (١٢٥٢ / ١٨٣٦؟ ـ ١٢٩٠ / ١٨٧٣) من رجال النهضة في سوريا شارك في تجديد الحركة الأدبية وكان من دعاة الإصلاح السياسي والاجتماعي ، له عدة مؤلفات : انظر : كحالة : معجم ٨ / ٦١ ، وفصل : Marrash : E. I. ٢ : IV / ٨٩٥ ـ ٩) Tomiche (