الباب التاسع
في حضور السيد برغش سباق خيل الرهان في أسكوت (١)
قد اعتاد الإنكليز على اتخاذ بعض أيام من أيام السنة يقيمون فيها مشهدا لسباق خيل الرّهان. فاتفق قيام مشهد بقرية اسكوت على بعد ٨ أميال (٢) من لندن بعد وصول سعادة السلطان برغش إلى لندن بيومين.
فأرسل لورد داربي (٣) بالنيابة عن الدولة البريطانية يستدعي سعادة السيد برغش إلى حضور ذلك المشهد لعلمه بأن سعادة السيد برغش يسرّ بمشاهدة الخيل الأصيلة كونه عربيا قحا قد نشأ في بلاد العرب السعيدة التي هي بلاد الخيل الأصيلة.
ويقر الإنكليز أنفسهم بأن الخيل العربية تفوق أصائل الخيل الإنكليزية في الخفة وسرعة السّير في الجري (٤). وقد أطنب سار فرنسيس دويل في مدح خيل العرب الأصيلة فقال في قصيد نظمه سنة ١٨٢٧ عيسوية ما ترجمته" يفضّل الأعرابي جواده على امرأته ويعزّه كحياته".
فاقتبل السيد برغش دعوة لورد داربي. وخرج بحشمه إلى المشهد المذكور للفرجة. وكانت الطرقات غاصّة بالناس والخيل والعربيات. وعلى جانبي الطريق منازل عامرة وقصور باذخة وبساتين مزهرة. فلما وصل السيد برغش إلى محل السباق واستوى على مكان كانت الدّولة
__________________
(١) قرية من ولاية يركشير مشهورة بسباق الخيل منذ سنة ١٧١١ ثم صار المتفوق من الفرسان يتحصل على كأس أسكوت الذهبي منذ ١٨٠٧. فصل : ٦٢٠ / ١ : Ascot : N.E.B.
(٢) أي ٨٧ ، ١٢ كم
(٣) عرف هذا اللورد بحبّه لهذه الرياضة حتى سمي السباق باسمه.
(٤) ب ـ تفوق في أصالتها الخيل الإنكليزية في نحافتها وسرعة عدوها.