ببلادي ، وأؤمل أن يكون سعيه مقرونا بالنّجاح. أما رئيس النخاسين المدعو ميرامبو ، فقد انكسرت شوكته الآن بهمّة ملك أوكندا (١). وقد أرسل سفيرا إلى زنجبار يطلب العفو عمّا فرط منه في الماضي ويعد بصرف همّته إلى إبطال تجارة الرقيق ما استطاع".
فقلت : " ليس بخاف على الدولة البريطانية ما قاسته (٢) سعادتك من العناء والأخطار في إبطال (٣) تجارة الرقيق ، وإدخال الإصلاح في بلادك السعيدة. ولهذا قد أضحت الدولة ممنونة لسعادتك غاية الامتنان".
قال السيد في جوابه : " إنّي قاسيت مشقات باهظة وعرّضت (٤) نفسي لأخطار مهولة بإدخال الإصلاح الأوروبي في قوم لم يعتادوا عليه. وهذا يجري في كل أمة سواء كانت متمدّنة تمام التمدّن أو غير متمدّنة. فإنّ تغيير عوائد القوم من أصعب الأمور التي يجريها رجال الإصلاح. ولا بدّ لكل مصلح من أن يتذرّع بالجرأة ويقتحم الأخطار. ومن لا يقتحم الأهوال لا ينل الآمال".
قال المكاتب المذكور : " فتعجبت من حكمة أقوال السيد برغش. وقلت : إنّ من زينته هذه الحكمة جدير بأن يستولي على رقاب العباد ، ويصلح البلاد".
قال السلطان في جوابه : " حبّذا قولك! ولكن دون ذلك أهوال! والأقوال ليست كالأفعال! ومجرّد الكلام لا يقوم بأعباء الأمور المهمّة. فأنتم ـ يا معشر الإنكليز ـ تكتفون بالثناء عليّ لأجل ما قاسيته من الأخطار وخسرته من الأموال بسبب إبطال تجارة الرقيق ، وأنا
__________________
(١) هي أوغندة ، مساحتها (الآن) ٢٣٦ ألف كلم مربع منها ٤٠ ألف كلم مربع بحيرات. استعان ملكها بالإنكليز لحمايته من العرب المصريين من الشمال والعمانيين من الشرق. صارت محمية أنكليزية سنة ١٨٩٤ ، عاصمتها كمبالة. فصل :
٨٩٢٤ / ١٥ : Oughanda : G.E
(٢) ب : قاسيته
(٣) ب : في القضاء على
(٤) أ : طوّحت ... في