الباب الخامس عشر
في زيارة السلطان لقصر البلور (١)
قصر البلور من المفترجات المشتهرة (٢) في بلاد الإنكليز. وموقعه في ضواحي لندن على مسافة عشرة أميال من قلب المدينة ، ويسافر كل يوم من لندن إلى قصر البلور ٢٥ رتلا من محطة لندن بريدج و ٢١ رتلا من محطة فيكتوريا ومجموع ذلك ٤٦ رتلا من أرتال سكك الحديد تحمل المتفرجين من لندن إلى قصر البلوّر يوميا. وفي أيام الأحد والأعياد يتضاعف عدد الأرتال فيبلغ نحو المائة رتل. وأجرة الدخول إلى القصر شلين واحد. وأجرة سكة الحديد ذهابا وإيابا شلين ونصف.
باشر الإنكليز تشييد هذا القصر سنة ١٨٥٢. ودام بناؤه نحو سنتين ، وهندسته طبق هندسة قصر المعرض الذي جرى بلندن سنة ١٨٥١. وسمّي بقصر البلور لكونه مشيّدا على قوائم ودعائم من حديد مغطاة من أسفل إلى فوق بألواح من البلور السميك وطوله نحو ١٠٥٩ مترا أي نحو ميل ، وفيه من الأعمدة ٣٥٠٠ عامود.
وقد جمع الإنكليز فيه كل ما عندهم من التحف التي تستأهل الفرجة ، وحوله بستان واسع وفيه من جميع أصناف الأشجار التي تنبت في أقاليم الدنيا المختلفة ، وفي قلب القصر مرسح (٣) لقيام الملاعب يسع نحو ٥٠٠٠ نفس.
ويشغل هذا القصر مع ما حوله من الحدائق نحو ٨٠ فدانا من الأرض. ولا يسعنا أن نستوفي وصف ما في هذا القصر من التحف والمفترجات (٤) الغريبة من جميع أصناف النبات
__________________
(١) المقصود المتحف البريطاني الذي تأسس سنة ١٧٥٣. فصل : ٥٣١ / ٢ : British Museum : N.E.B
(٢) ب : من المواقع الفريدة المشهورة
(٣) هذا المصطلح الأول الذي أطلق على مكان إقامة المسرحيات ثم جاءت كلمة مسرح
(٤) ب : والمتفرّجات : ساقطة