الباب السادس عشر
في زيارة سعادة السلطان برايطن (١)
خرج السيد برغش في حشمه يريد الفرجة على مدينة برايطن وما فيها من الأحواض الحاوية جميع أنواع الأسماك. وبرايطن مدينة على ساحل البحر تبعد عن لندن نحو واحد وخمسين ميلا تقطعها سكة الحديد في برهة ساعة و ٢٥ دقيقة. وفي سيرها تمر بقبو تحت الأرض اسمه" اكليتن" طوله ٢٠٢٠ ذراعا. ثم يلحق به قبو آخر تحت الأرض اسمه" ياتجم" طوله ٤٣٢ ذراعا.
وهذه المدينة من منتزهات الإنكليز يقصدها الناس أيام الصّيف للتفسيح (٢) والاستحمام بمياه البحر. وفيها من السكان نحو ٨٠٠٠٠ نفس ويزداد عددهم أيام الصيف إلى نحو ١٠٠٠٠٠ نفس. وقد أضحت هذه المدينة ضاحية من ضواحي لندن. وقد بنوا منازل جميلة على ساحل البحر على مسافة ثلاثة أميال ، وشادوا سورا واطيا لردع أمواج البحر عنها.
وقد أقاموا في ساحة أستين تمثالا من نحاس للملك جورج الرابع بهذا الاسم. وبقربها عين ماء اسمها فيكتوريا. وقد بنوا جسرا من حديد يمتدّ من البرّ إلى قلب البحر فوق المياه على مسافة ٣٥٠ ذراعا ، ويبلغ عرضه نحو ٤ أذرع ، وهو راكز على أعمدة من حديد مغروسة في صخر تحت قاع البحر. وهو معدّ لمنتزهات الشعب.
وفي أيام الصّحو تعزف فوقه آلات الموسيقة لتنزيه الناس. وقد أشادوا على ساحل البحر دارا واسعة مسقوفة بزجاج سميك ، وجعلوا فيها أحواضا واسعة مغطاة بألواح من البلور ،
__________________
(١) مدينة تبعد عن لندن ٨٢ كلم جنوبا ، معروفة بصيدها البحري وبتربيتها للأسماك. فصل :
٥١٨ / ٢ : Brighton : N.E.B
(٢) ب : للراحة