وزار مدن جنوب الأناضول التي لم يتمكن من زيارتها من قبل ، وتجول في اطنه ومرعش وعينتاب وكليس ومنها ذهب إلى سوريا. وفي الشام التحق بقافلة أمير الأمراء حسين باشا وتوجه إلى الحج. وقد سجل في كتابه ، على حده ، مسار رحلته للحج. وبعد أدائه للفريضة ، ذهب إلى مصر. وسنحت له الفرصة وهو في مصر ليطوف بالمنطقة كلها فذهب إلى السودان والحبشة. ولعله خص لهذه الديار الجزء العاشر والأخير من رحلته ، والذى كتبه فى مصر. ونتبين منه أنه قضى فى هذه المنطقة مدة تربو على عشر سنوات ، وذكر أنه أثناء إقامته في مصر ، انعقدت الصداقة بينه وبين الأمير أوبك بك ، وقد احتوى الجزء العاشر محصلة هذا. لكن النسخ التي كتبها من هذا الجزء انتقلت إلى استانبول بعد إهدائها إلى الحاج بشير أغا ، أغا البنات المشهور في زمن السلطان محمود الأول. ثم انتهي الجزء العاشر من رحلة أوليا جلبي بدون أن يكتمل ، لهذا فإن التصور هو وفاة أوليا جلبي قبل أن يضع نهاية كتابه ، وليست هناك معلومات مؤكدة عن مكان أو تاريخ وفاته. وقد ذكر جاويد بايصون أنه بناء على المعلومات الواردة في نهايات الجزء العاشر من الرحلة ، تكون وفاة أوليا جلبي في حوالي سنة ١٠٩٣ ـ ١٦٨٢ م (دائر المعارف الإسلامية ، ج ٤ ، ص ٤٠٦). لكن هذه المعلومة تم تصحيها بعد ذلك حيث ومحتمل أنه كان على قيد الحياة عام ١٩٠٥ ه ـ ١٦٨٤ م ، وأنه أدرك حصار فيينا للمرة الثانية. كما أن هناك أقوال بأن وفاته كانت بعد عودته من مصر إلى استانبول. ويقال أن قبره موجود في مدافن أسرته بجوار قبر (ميت زاده).
ثم يتزوج أوليا جلبي. ونتبين من كتابه أنه كان ماهرا في الفروسية ، ولعب الجريد ، وكان دؤوبا نشيطا ، عذب الصحبة ، له في مجالسه لطائف يتوق الجالسون إلى سماعها ، ورغم معرفته الجيدة برجال الدولة في عصره ، إلا أنه لم يحرص على المناصب ولم يسع إليها. وأوقف حياته كلها على السياحة. وكان يجد في الوظائف التي شغلها كأن ينقل الرسائل أو يقوم بتحرير (كتابة) القرى ، ويجمع الضرائب عونا له في القيام بهذه الرحلات ، وكان في بعض الأوقات ينضم إلى موكب أحد السفراء ليرتحل ويجد في هذا فرصة للقيام برحلة مأمونه. وكان ثراء عائلته يؤمن له نفقات رحلاته الطويلة ، فكان