لما رأيت الودّ منه قد انقضى |
|
وأراد حبل الوصل أن يتمزّقا |
فارقته ونفضت من يده يدي |
|
وقرأت لي وله وأن يتفرّقا [٧٣ ب] |
ونقل بلفظه وقرأته بخطّه ما حكى أنّ الرشيد أجرى الخيل يوما بالرّقّة ، فوقف متلوّما حتى طلعت ، فإذا في أولها فرسان في عنان ، فتأملها فقال : فرسي والله ، ثم تبيّن وقال : وفرس ابني عبد الله ، فجاء الفرسان أمام الخيل ، فرسه السابق وفرس المأمون المصلّي فسرّ بذلك. قال الأصمعي : فقلت للفضل يا أبا العبّاس هذا من أيّامي فاحتل بأن توصلني (١) فقال : يا أمير المؤمنين إنّ الأصمعي قد أعدّ في أمر الفرسين شيئا يزيد به سرور أمير المؤمنين ، فقال هات يا أصمعي. قلت : يا أمير المؤمنين كنت وابنك اليوم وفرساكما كما قالت الخنساء (٢) ، وقد قيل لها كدت تفضّلين أخاك على أبيك : [من الكامل]
جارى أباه فأقبلا وهما |
|
يتعاوران ملاءة الحضر |
وهما كأنّهما وقد برزا |
|
صقران قد حطّا على (٣) وكر |
حتى إذا جدّ الجراء وقد |
|
ساوت هناك العذر بالعذر |
وعلا هتاف النّاس أيّهما؟ |
|
قال المجيب هناك لا أدري |
__________________
(١) وردت في (ع): «يوصلني».
(٢) الديوان ١٠٨ ، وشرحه ٥٥ والوافي بالوفيات ١٠ : ٣٩٣.
(٣) وردت في (م) و (ع): «إلى».