رابعهم كلبهم ولكن |
|
من حيث ما يبدو الحساب |
وأنشدني لسيّدي الوالد شيخ الإسلام رضياللهعنه [٧٥ أ] مما أنشده إياه ، وكان قد رآه راكبا في موكب السائر شخصا أسود يقال له عبد القادر العدويّ : [من الرّجز]
لما رأيت البدر سائر أسودا |
|
في موكب متلاطم الأمواج |
ناديتهم لا تعجبوا من شأنه |
|
البدر يسري مع ظلام داجي |
وحكى عن سيّدي الوالد رضياللهعنه وأمدّنا بمدده في الدنيا والآخرة ، أنّ ممّا وقع له معه وهو نازل عنده في بيته مختفيا في قيطون بيت (١) ابن حجر ببركة الرطلي (٢) من القاهرة أنه كان كثيرا من الليالي ما يوقظه للقيام ، ويسمع صوته عند رأسه يقول : يا هو قم. وبينه وبينه ثلاثة أبواب مغلقة ، وأنه كان كثير التغلّق إذ ذاك ، فقال له هذه خلوة حصلت لك فلا تخرج منها حتى تبلغ الأربعين فكان كذلك.
وحكى لي عنه رضياللهعنه أنه حكى له أنه كان مغرما بحب الجمال ، فأراه الله تعالى في عالم الحسن صورة حورية ، فانتسخ ذلك من قلبه بالكليّة ، وأخبرني [٧٥ ب] أنه كان جالسا بحضرته يوما ، رضياللهعنه ، فدخل رجل يقال له وفا الجوهريّ وهو من محبيه وهو متغيّر الوجه فسأله عن حاله ، فقال : يا سيّدي رأيت الليلة مناما وأنسيته ، فقال له رضياللهعنه وهو يضحك : أخبرك به؟ فقال : نعم ، فقال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يخبرك أن أجلك اقترب فتيقّظ لنفسك ، فصرخ وفا
__________________
(١) هكذا وردت في الأصل ، وفي (م) والكواكب السائرة ٢ : ١٦٢ : قيطون بنت ابن حجر ، والقيطون : المخدع ، ويطلقها المغاربة على الخيمة ، وجمعها قياطين.
(٢) ذكرها المقريزي في الخطط التوفيقيّة (٣ : ٢٦٤) بأنها في الجهة البحرية من القاهرة ، وعرفت أيضا ببركة الطوّابة ، وسبب تسميتها بالرطليّ لأنه كان فيها شخص يصنع أرطال الحديد التي يوزن بها.