شهاب الدّين وأخواته خديجة وجويرية (١) وأصيل ، ومن سيحدّث له من الأخوة على مذهب من يرى ذلك جميع ما يجوز له وعنه روايته ، وما تصحّ إليه نسبته ودرايته ، وما له من تأليف وجمع وترصيف ، على اختلاف أنواع ذلك وأصنافه ، وتعدد نعوته وأوصافه ، من إيجاز وإسهاب ، وانتقاء واقتضاب ، وشروح ومتون ، ومنثور ومنظوم في سائر الفنون ، [١٠٣ ب] مردفا ما يسديه إليهم من التفضّل والفضل ، بما أسداه إلى أبيهم من قبل ، وإن تفضّل مع ذلك بذكر مولده ومنشئه وبلده ، وأسماء أعيان شيوخه الأئمة ، وعلماء الدّين وهداة الأمة ، وتعداد بعض أسماء تأليفه النافعة ، وتصانيفه الجامعة ، مطرّزا ذلك بما يصوغه من مناظيمه البارعة ، ومقاطيعه الرائعة ، وبعض أسانيد مروياته إن تيسّر ، فهو من فضله ومن أهله ، ونرجو أن يكون في محلّه ، والمرجو من الله تعالى أن يحقق الأمل ، ويرزقنا الخلوص في القول والعمل ، والله يمدّ ظله الوريف ، ويديم سعده الشريف ، ويوفقنا وإياه لما يزلف لديه ، ويتطول بكرمه على تقصيرنا يوم العرض عليه بمنه ويمنه آمين.
فكتب في جواب ذلك :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي أنار ببدر الدّين أفق المعارف ، وجعله في حرم الفضائل كعبة مجد يحجها البادي والعاكف ، وصيّره للعلوم ركنا يستلمه كل ساع وطائف ، فما شهد معانيه أحد إلّا طرب وزمزم ، ولا شاهد [١٠٤ أ] رفيع مقامه ممار إلّا صلّى على النبي وسلّم ، واستمسك بالعروة الوثقى من وفائه وتذمم.
أحمده حمد معترف بالعجز والتقصير ، وأشكره شكر مغترف من بحر فضله العذب النمير ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تقضي لقائلها بالجنّة ، وتكون له من الموبقات جنّة ، وأشهد أنّ سيّدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله ، المبعوث إلى سائر الأمم ، والمنعوت بشيم المحاسن ومحاسن الشيم ، صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه وخواصه وأحبابه ، ما استمد قلم لكتابة
__________________
(١) وردت في (م): «جويرة».