القاضي عبد الحيّ ابن أخي حاجي جلبي (١) المشار إليه ، أفاض الله نعمه عليه ، اجتمع بي وبوالدي بالشّام عند قدومه إليها قاصدا بيت الله الحرام ، فصار بيننا وبينه صحبة ومودّة ومحبّة (٢).
ومنهم الفاضل البيب ، والعالم الأريب ، الباسق في شجرة كريمة الأعراق ، [١٤٢ أ] ساطعة الإشراق ، طيبة الأثمار والإيراق ، محرزا في ميدان طهارة الأردان قصب السباق ، متميّزا في عنفوان الشباب بحسن الخلق وإحسان الأخلاق ، ابن قاضي العسكر الإمام عبد الرّحمن أخي حاجي جلبي أيضا المسمّى هو بعبد الرّزاق ، انقصف غضر أجله في ريعانه ، وكبا جواد أمله في ميدانه ، فلبّى داعي ربه إذ دعاه ، وأجاب ندائه مسارعا للقياه ؛ فمات شهيدا بالطّاعون في شهر صفر المذكور قبل ابن عمّه المشار إليه بأيام ، رحمهالله ، وكان قد اجتمع بي مسلّما ، وأخذ عني متفهّما (٣).
ومنهم المقرّ العالي الكريم ، والجناب السامي الجسيم ، المولوي الإمامي العالمي العلّامي زين ممالك الإسلام ، وحسنة الليالي والأيّام ، ورجل الكمال والكلام ، وحامل فخر الأقلام ، ولواء الشرع المنيف والأحكام ، ونجل الشراة الأعلام ، غرّة الزمن البهيم ، وبورد الآمال الهييم ، الفائق بدرر علمه وكلمه على الدارين ، قاضي قضاة [١٤٢ ب] العساكر المنصورة الرّوم إيليه محيي الدّين بن الفنّاري (٤).
ومنهم المقرّ الكريم العالي ، الجامع أشتات المعالي ، حسنة الأيام والليالي ، علّامة الزمان ، ووحيد الأقران ، والمشار إليه بالبنان والبيان ، زين الأكابر والأماثل ، ورأس الأعيان الأفاضل ، ومقصد المتلمّس والسائل ، ومحطّ رجل أمل الآمل ، ومغيث الفقراء واليتامى والأرامل ، ذو السيرة الحسنة المشكورة ، قادري جلبي (٥) قاضي قضاة
__________________
(١) هو عبد الحي بن عبد الكريم بن علي ، انظر ترجمته في الشقائق النعمانية ٣٠٤ ـ
(٢) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).
(٣) سقطت هذه الترجمة من (م) و (ع).
(٤) هو محمد بن علي بن يوسف الفناري ، توفي سنة ٩٥٤ ه ، وترجمته الوافية في الشقائق النعمانية ٢٢٩ ـ ، والكواكب السائرة ٢ : ٥٢ ، شذرات الذهب ١٠ : ٤٣٧. وهذه الترجمة ساقطة من (م) و (ع).
(٥) توفي سنة ٩٥٥ ه ، وترجمته الوافية في الشقائق النعمانية ٢٦٤ ـ